بلدية أنجمينا: تدشن شارعا باسم الإمام الراحل حسين حسن أبكر “رحمه الله”

دشن صباح اليوم شارع الإمام الراحل حسين حسن أبكر الرابط بين الدائرة الثانية والثالثة والرابعة.
افتتحه رسميا حاكم مدينة أنجمينا الفريق إبراهيم سعيد، بحضور عمدة بلدية أنجمينا علي هارون، ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور محمد خاطر، وأعداد كبيرة من المدعوين إضافة إلى أهالى وأصدقاء وأقارب الإمام.
افتتح الحفل بكلمة واحدة فقط قدمها نجل الراحل المهندس فيصل حسين حسن أبكر: الذي قال، بعد أن حمد الله وأثنى عليه.. الجمع الكريم بمختلف مسمياتكم ومقاماتكم السامية اسمحوا لي بادئ ذي بدء أن نقف دقيقة صمت على روح المرحوم الإمام حسين حسن، روح الأب متايس انقارتري، روح مشير تشاد إدريس ديبي اتنو، ولكل أرواح رفقا درب المرحوم الذين قدموا الغالي والنفيس وضحو بدمائهم وأرواحهم من أجل الوحدة الوطنية، والتعايش السلمي وبناء السلام في تشاد.
الجمع الكريم إنه لمن دواعي الشرف أن أتحدث اليوم باسم الأسرة الكبيرة للمرحوم الراحل المقيم الإمام حسين حسن، هذه الأسرة التي تمتد من بايبكوم إلى أوزو، ومن أدرى الي.. أسرة لا تفرقها الفوارق الجغرافية الدينية القبلية والثقافية أسرة تجمعها المحبة، السلام وحب الوطن، هذه الأسرة أصبحت نموذجا مشرفا للوحدة الوطنية.
يشرفني أن اتحدث اليوم باسم هذه الأسرة العظيمة في هذه المناسبة المباركة، التي تشهد حفل تدشين شارع الإمام حسين حسن أبكر تخليدا لذكراه.
السيدات والسادة:
إن مبادرة تسمية هذا الشارع باسم الإمام المرحوم لامست شغاف قلوبنا وأشعلت لهيب الذكريات التي لم تنطفئ قط، تعكس الإنجازات والتضحيات الجسام التي قدمها الراحل للوطن وتؤكد لنا أصالة المبادئ والقيم السامية التي عاش ومات من أجلها والتي أخرجته من الدوائر الضيقة إلى دائرة هموم الوطن والأمة.
إن الراحل لم يعش قط يوما لنفسه بل عاش من أجل الامة، كان كالشمعة التي تحترق للضيئ للآخرين، خدم بلاده بكل إخلاص، تفاني وجد من غير كلل ولا ملل، حتى آخر ساعة في حياته كان همه الوطن ولم شمل أبنائه.
 لقد تلقى الشعب التشادي مبادرة تسمية الشارع باسم الراحل بكل فرحة، سرور، ترحيب واستحسان نسبة للمكانة الكبيرة التي يتمتع بها فقيد الأمة الراحل وسط قلوبهم والأوقات الجميلة التي تشاطرها معهم.

 منذ إعلان خبر تسمية الشارع لم تتوقف المكالمات، الرسائل والزيارات المنزلية بالمباركة ومشاركتنا الفرحة، لنزداد تأكيد على تأكيد بأن الراحل حقا كان رجل أمة وبأن الأسرة الكبيرة التي تركها لنا هي ثروتنا الحقيقية، وخير دليل على ذلك حضوركم اليوم بكثافة لتعبروا عن حبكم، ووفائكم وفرحتكم بهذا الحدث، نقول لكم شكرا ألف شكر، شكرا ألف شكر، شكرا ألف شكر نسأل الله أن يجمعنا، معكم ومعه في حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم.

إن الحديث عن تاريخ وسيرة المحتفى بهم في مثل هذه المناسبة أمر ضروري لكن في مثل حال هذه المناسبة سيرة وتاريخ الراحل محفور في قلوبكم بالمحبة لا تحتاجون من يذكركم به بل أنتم من تذكرونا به.
 
السيدات والسادة: إن اختيار هذا الشارع لإطلاق اسم الراحل عليه لم يأت من فراغ بل له دلالة عظيمة، حيث يعتبر هذا الشارع من أكثر الشوارع في العاصمة أنجمينا مشى عليه الراحل
يوجد بين أحضان هذا الشارع منارة الإسلام و السلام في تشاد بل افريقيا ألا وهي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي من خلاله قدم الراحل ما قدم لتشاد والشعب التشادي.
فلكل متر من أمتار هذه المساحة لها ذكريات مع الراحل وأنتم الجالسون الآن لكل منكم ذكرى معه في هذه المساحة التي يحتضنها هذا الشارع،
فمن هنا من أحضان هذا الشارع كانت البداية والنهاية للراحل
من هنا كانت البداية الحقيقة لمشوار خدمة الامة
من هنا قضى ما يقارب الثلاثين عامة في اشعاع نور خيره للأمة التشادية بل العالم
من هنا كانت النهاية حيث خرج محمول على النعش لمثواه الأخير.
 هنا خرج الشعب التشادي بالعاصمة أنجمينا عن بكرة أبيه لتشيعه في جنازة عظيمة لم تشهد لها العاصمة مثيل قط، منذ تأسيسها إلى يومنا هذا.

السيدات والسادة كل هذه الذكريات لا تسمح أن يسمي هذا الشارع باسم شخصية أخرى، فلا يوجد اسم يليق بهذا الشارع نسبة لرابطة الذكريات الا اسم الراحل الإمام حسين حسن.
نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجزيه عنا وعن الأمة خير الجزاء
الجمع الكريم إن هذا التكريم يمتد في ذاكرة الأجيال، متجاوزا بعده الزماني ومساحته المكانية إلى عمق جماعي في ذاكرة الأجيال يتوارثه جيل بعد جيل في قصة تروي تفاصيلها بعظمة جغرافيتها وأبطالها، تخلدها ذكرى الراحل المقيم فضيل الإمام حسين حسن ابكر.
 
  كما قال الإمام الشافعي في أبياته الشعرية.
الناس بالناس ما دام الوفاء بهم    والعسر واليسر ساعات وأوقات. وأكرم الناس ما بين الورى رجل  تقضى على يده للناس حاجات
لا تقطعن يد المعروف عن أحد   إن كنت تقدر فالأيام تارات واشكر صنيعة فضل الله إذ جعلت  إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم**  وعاش قوم وهم في الناس أموات
السيدات والسادة الأسرة الكبيرة للراحل اسمحوا لي أن أتقدم باسمكم بخالص الشكر والعرفان إلى رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد إدريس ديبي، 
وإلى حاكم مدينة أنجمينا، وإلى عمدة مدينة أنجمينا، وإلى كل من ساهم بشكل أو بآخر في تسمية هذا الشارع باسم الراحل.

كما نثمن ونشجع مبادرة أنجمينا عاصمة السلام التي أطلقتها البلدية لتسمية شوارع العاصمة بأسماء الشخصيات الوطنية.
تشكل هذه المبادرة أداة أساسية تمكن المجتمع من الخروج من دوامة الكراهية والنزاعات، تنقلنا بخطوات ثابته نحو بناء ثقافة السلام الذي نتعطش إليه في الفترة الانتقالية التي تمر بها بلادن الحبيبية.
نشجعكم ونتمنى لكم التوفيق
كما لا يفوتني في هذا المقام أن ننوه بأن بلادنا الآن تمر بظروف صعبة تحتاج إلى تضافر جهود أبنائه لإنقاذه، عبر نشر ثقافة التسامح، التعايش السلمي، تقبل الآخر وبناء السلام هذه القيم كانت عنوان نضال المرحوم الراحل المقيم الإمام حسين حسن آبكر.
وبعيد هذه الكلمة تم تدشين الشارع رسميا باسم الإمام.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *