النصوص الجميلة المنمقة للمؤتمرات ومواثيق ودساتير تشاد ما افلحت في حل مشاكل تشاد منذ عام ١٩٦٣م ولماذا؟

النصوص الجميلة المنمقة للمؤتمرات ومواثيق ودساتير تشاد ما افلحت في حل مشاكل تشاد منذ عام ١٩٦٣م ولماذا؟

للرد على هذا السؤال الذي تولد عنه سؤال اخر وهو فما هي مشاكل تشاد الأساسية فأقول وهي تتلخص في الاتي:
١ / انتشار الجهل والامية والهيمنة الاستعمارية الفرنسية التي قضت على التعليم العربي الإسلامي الموسوعي في فنون العلم الشرعي والكوني والتربية الدينية والاخلاقية والتهذيب السلوك وتقويم الفكر والتصرف والتعامل بالتي هي أحسن مع الإنسان و الإحسان والرحمة حتى تجاه الحيوان والاقتصاد تجاه البيئة و الطبيعة ومحاولة فرنسا بناء جدران بين قيم ومثل الحضارة العربية الإسلامية الايمانية الوسطية والجيل الجديد الذي بدأ يقفذ كقفذة الغراب الذي حاول تقليد الحجل في مشيته و عجز وقرر العودة إلى مشيته الخلقية وعجز فنسي الأولى والثانية وهو حالة أغلب الناس اليوم في تشاد للأسف الشديد.
٢ / فرض فرنسا مدرسة جولفري(Jules Ferry)
مؤسس العلمانية التعليمية وزرعت تلك المدرسة في تربة غير مناسبة لها في ماو العربية المسلمة عام ١٩٠٨ او في عام ١٩١١م ثم ذهبت إلى جنوب تشاد الوثني في ذلك الوقت فانتشرت ثم سيطرت بالرغم من محاولات قائد المقاومة الشيخ عليش عوؤضة الملحمية رحمه الله تعالى في دار وداي العباسية ولكن مدرسة جولفري عجزت عن تنتج جيلا ذي تربية دينية او وطنية او مدنية ومتحضر فكريا وحضاريا وسلوكيا يفهم حقوقه وواجباته وله وطنية وحب الوطن و الرحمة تجاه المواطن ويفهم المواطنة وحقوق الانسان والمساواة بين الناس أمام القانون والمساواة في الوظيفة وفرص العمل وان اختلفوا في الدين واللغة والثقافة واللون والموطن ويفهم الإخوة في الوطن والإنسانية ويقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة في كل الأحوال والظروف ويقدم الانتماء إلى الوطن على الانتماء إلى القبيلة او العشيرة او الفخذ او خشم البيت وقادر على الخروج من ضيق القبيلة إلى سعة الوطن ومن ضيق العشيرة إلى سعة الأمة التشادية ومن ضيق أفق العقلية البدوية والقروية الريفية إلى سعة أفق روح الحضارة الإنسانية و الاجتماعية المدنية الحاضنة لكافة أبناء تشاد.
٣ / انتشار روح الانانية وحب السلطة الذي يفوق الخيال لدى التشاديين في جيل ما بعد وصول فرنسا إلى تشاد على جميع المستويات السياسية والإدارية والعسكرية والدينية والمشيخة التقليدية والتجارية والاقتصادية والاجتماعية والعمل الخيري و الإنساني وكأننا أصبحنا على مثل سؤال ميري هيسكل الأمريكية عندما قالت لجبران خليل جبران( يا خليل ما هي مشكلة الشرق الأوسط:فقال يريد كل عربي ان يكون نبيا ورسولا) فأنا استطيع القول(يريد كل تشادي ان يكون رئيسا وكل قبيلة او عشيرة او خشم بيت تريد أن تكون الرئاسة لها) وهذا الأمر يعد واحدا من مشاكل تشاد الكبيرة ووقود معظم الصراعات فيها.
٤ /الخلط بين الدولة والقبيلة الذي أدى الى وأد دولة الأمة منذ انزلاق انقارتا تامبالباي بدولة الأمة إلى دولة القبيلة(سارا) او العشيرة(ماجنقاي) في عام ١٩٦٣.
٥ / انتشار الفساد الإداري والمالي والرشاوي والمحسوبيات في البلاد وسريان ذلك الفساد إلى سلوك عامة الناس والخاصة وتحول إلى ثقافة لدى كثير من الناس للأسف الشديد وهذا الأمر أدى إلى النتائج التالية:
— نهب المال العام للدولة على الدوام.
— منع تشاد من استغلال ثرواتها الطبيعية الضخمة المتنوعة لطرد الفقر والمرض والجهل بسبب الفساد الذي حال دون تنفيذ الخطط التنموية الطموحة للدولة ورداءة المنفذة من مشاريع البنية التحتية في البلاد.
— وصول الكادر المزيف المتسلل المتسلق إلى موقع صنع القرار والذي منع الدولة والحكام في البلاد من الاستفادة من الكادر الحقيقي الذي يعين المسؤولين على بناء دولة قوية مستقرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وقادرة على إطعام ابنائها فهم اليوم اقوى من الدولة نفسها في كافة القطعات والادارات.
— ظلت تشاد دولة بلا كهرباء منتظمة حتى في العاصمة وبلا شبكة للمياه الصالحة للشرب في معظم أحياء العاصمة وفي الريف والبوادي تخرج المراة في الساعة الرابعة صباحا من الحلة على ظهر الحمار او الجمل او الثور وتعود إلى الحلة في حدود الثالثة بعد الظهر بمائة كيلوغرام من الماء يتقاسمه الناس وصغار البهم في رحلة تلزم مدى حياة المراة البدوية والقروية الريفية.
— ترك تشاد من غير خطوط جوية تتواصل مع العالم وشبكة طرق تزيل عنها العزلة بين عاصمتها ومدنها وبينها وبين الدول المجاورة.
— قتل كافة المصانع والشركات الوطنية بين اولاها قطن فران(Cotonfran) في عام ١٩٢٨ الى شركة تشاد العملاقة قطن تشاد(Cotontchad)التي تمت تسليمها لشركة(Olam) السنغافورية في عام ٢٠١٨ عند الاحتضار اكثر ٢٩ مصنعة وشركة تشادية قتلت على يد فسادنا وحب المصلحة الخاصة اكثر من المصلحة العامة فينا اللهم الطف بنا
— عجز الدولة عن إيجاد حل لمشكلة الرعاة والمزارعين وبين الرعاة والرعاة وبين المزارعين والمزارعين منذ عام ١٩٧٩م إلى اليوم بسبب بعض حكام الولايات والمحافظين ونواب قائمقائمين و بعض السلاطين ورؤساء القبائل والعشائر الذين يبحثون عن المال عبر الأزمات والمشاكل بين الناس.
— استمرار حركات سياسية مسلحة ضد الحكومات المركزية وهي قبلية مغلفة بالوطنية غالبا تلد في السودان وتشب في لبيبا وتموت في انجمينا عند وصولها إلى السلطة أثناء ولادتها لدولة القبيلة او العشيرة او خشم البيت وهي تنتج ايضا قبل موتها ثورة قبلية اوعشائرية باسم تحرير الوطن من الظلم والاستبداد.
— تعطيل كافة الأجهزة القضائية والعدلية والحقوقية والمساواة بين الظالم والمظلوم أمام القاضي واكرمهما واحبهما عند القاضي اكثرهما قدرة على الدفع تحت المنضدة.
— فهم السلطة على أنها طريق إلى الثراء والسير على رقاب الناس ووسيلة الانتقام من الخصم او المخالف او ممن لا يحمد بحمدك ولا تفهم عند أغلب الناس أنها تكليف ولا تشريف ومسؤولية والتزام بخدمة الوطن والمواطن واعانة الحاكم في تنفيذ خطط الدولة المفيدة للبلاد والعباد
— إظهار الحاشية لرئيس الجمهورية لتخويف الناس للاستيلاء على ممتلكاتهم وتروعي الآمنين.
— رجل غير المناسب في محل رجل المناسب.
— تحويل قوانين مكافحة التطرف والإرهاب إلى متاجرة قذرة لكسب المال او الانتقام من المخالف سياسيا او دينيا او مذهبيا وطائفيا او بسبب الحسد والمنافسات السخيفة وعبر التقارير الكاذبة الملفقة ومن الأمثلة الواضحة إغلاق ٣٢ منظمة خيرية انسانية تشادية ومغادرة ٦ منظمات دولية إسلامية في البلاد بتهمة نشر التطرف والإرهاب في تشاد ولكن التطرف والإرهاب في تشاد جاء من مايدوغري من خلال الحركة الاجرامية بوكوحرام التي اوقعت بضرر عظيم في أربعة دول في المنطقة.
— بما ان سوء النية هو من الفساد السلوكي في الإنسان وهذا سوء النية أدى إلى منع تطبيق الثنائية اللغوية والمساواة بين اللغة العربية صاحبة تربة تشاد واللغة الوطنية الوحيدة المكتوبة المهيمنة التي تمثل ٨٠ % من سكان تشاد واللغة الفرنسية التي تمثل ١٦ % فقط من سكان تشاد.
— ترك ملاك الأراضي(بلامات) بيع قطعة الارض الواحدة لأكثرمن شخص وخلق المشاكل بين المشترين ويموت سنويا عدد من الناس بسبب هذا الفساد حتى في العاصمة وما حولها.
— ترك بعض رجال الأعمال والتجار الحاصلين على تنفيذ مشاريع الدولة ياخذون التكلفة دون تنفيذ المشاريع او زيادة اصفار على يمين الرقم الحقيقي باتفاق مع احد علية القوم او سمسار واصل.
— غياب إنزال العقوبة الرادعة على المخالفين للقانون والمجرمين والفاسدين المختلسين الكبار او الصغار والسماسرة واخراج لمن دخل منهم السجن بلمح البصر من السجن وترقيتهم بمنصب أعلى مستوى من المنصب الذي كان يشغله واقيل منه بسبب الاختلاس.
— ذهاب ٧٥ % من مساعدات المنظمات الإنسانية الكبيرة للضعفاء واللاجئين إلى خانة النثريات
— كثير من الشركات الأجنبية سارت على نهج المقاول ورجل أعمال المحلي لقدرتها لدفع تحت المنضدة.
وبعد الإشارة إلى بعض مشاكل تشاد واختم مقالي بما يلي:
من اول مؤتمر وطني للمصالحة الوطنية وبناء تشاد الجديدة في ١٨ أبريل عام ١٩٦١م في ابشة إلى الحوار الوطني الشامل والسيادي الحالي في عام ٢٠٢٢م نظمت الحكومات المركزية التشادية ٢١ مؤتمرا وطنيا للمصالحة الوطنية وبناء تشاد جديدة وهو الشعار الموحد مع اختلاف الازمنة والأنظمة السياسية وبعض الرجال وكلها انتهت بمخرجات ممتازة نظريا ونصوص جميلة ولكنها ظلت في الإطار النظري بعد الانتهاء من تلك المؤتمرات ولو حولت مخرجات واحدة من تلك المؤتمرات إلى الإطار التطبيقي العملي لما احتجنا إلى تنظيم مؤتمر اخر يليه على الاطلاق و بسبب عدم قدرة التشاديين على تطبيق مخرجات تلك المؤتمرات احتاج التشاديون إلى تنظيم هذا العدد الكبير من المؤتمرات التي كلها انتهت إلى الفشل والسبب الرئيسي في ذلك من واحد إلى ٩٩% يعود إلى الفساد وبما انني من المشاركين في المؤتمر الوطني المستقل عام ١٩٩٣م والمنتدى الوطني الشامل الأول في عام ٢٠١٨م و المنتدى الوطني الشامل الثاني لنفس الغرض تقريبا في عام ٢٠٢٠ والحوار الوطني الشامل والسيادي الحالي اقترح على المجلس العسكري الانتقالي والحكومة التشادية وعلى المتحورين إيقاف مناقشة ما تبقت من الأوراق والنصوص المنمقة الجميلة وتحويل كل المناقشات فيما تبقت من ايام الحوار الوطني الشامل والسيادي إلى قضية الفساد الاداري والمالي والرشاوي والمحسوبيات في إدارات الدولة والقطاع الخاص وفي سلوك التشاديين مع تمديد مدة الحوار الوطني الشامل والسيادي مرفق الاجراءات:
— إخراج الفساديين المختلسين الكبار او الصغار المعروفين لدى الجميع تقريبا من قاعة قصر الثقافة حيث الحوار الوطني الشامل والسيادي الان وتسليمهم إلى المحققين الذين يعينهم رئيس المجلس العسكري الانتقالي ورئيس الدولة الفريق محمد إدريس دبي اتنو.
— بدء بحملة تحت شعار الخليفةعمربن عبدالعزيز رضي الله عنهما( من أين لك هذا)
— تنظيم محاكم إعلانية للمختلسين تحت إشراف السيد رئيس المجلس العسكري الانتقالي ورئيس الدولة مباشرة.
— غياب حكامة وطنية كفؤة
— تنظيم حملة مستدامة ترمي إلى إعادة بناء الإنسان التشادي مرفقة بنشر وتوزيع ملزمة تربية الدينية والوطنية والمدنية واعداد المواطن الصالح لدينه و لغته الوطنية الوحيدة المكتوبة وهي اللغةالعربية وثقافته الأصيلة و لاسرته ولامته ولوطنه ولقيادته الدينية والسياسية والتقليدية ولا يخون علنا او سرا احد هولاء والحقائق التاريخية الوطنية المذكورة ستعم السعادة والخير والخيرية والاطمئمنان والثقة بين الحاكم والمحكوم وبين أجهزة الدولة والمواطن.بإذن الله تعالى
— تشكيل لجنة رئاسة خاصة لإدارة وزارة العدل والمجال القضائي إلى اجل مسمى.
— تشكيل لجنة رئاسية تتكون من الخبراء في المجالات المختلفة لتطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل والسيادي الحالي حتى لا تصبح مخرجاته مثل مخرجات المؤتمرات الوطنية السابقة والدستور الذي ينبثق عنه لا يهمل مثل الإهمال الذي تعرض له دستور ٣١مارس عام ١٩٩٦م لجمهورية تشاد وعندئذ نستطيع القول ان هذا الحوار الهام يكون حجر اساس لتشاد الجديدة التي تسودها الأمن والاستقرار والتعايش السلمي والتنمية المستدامة والرجل المناسب في المكان في المكان المناسب وخالية من القبلية والعشائرية والاقليمية والطائفية والتطرف والإرهاب والفساد والفاسدين ولا محل من الاعراب للكادر المزيف المتسلل المتسلق الذي تسكنه روح الانتهازية والحرص على المصلحة الخاصة بدال المصلحة العامة .عذرا اذا كنت صريحا اكثر من اللازم لان العفوية البدوية طغت علي لاني بدوي حيث ولدت ونشأت في البادية.
.
الدكتور حقار محمد أحمد.. رئيس المركز الثقافي للبحوث والدراسات الأفريقية والعربية بتشاد مشارك في الحوار الوطني الشامل والسيادي كشخصية مرجعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *