لن يتحقق سلام من غير عدل

لن يتحقَق سَلام ولن تتحقق مُصالحة وطنِية ولا حِوار وطنيِ من غير عَدّل (Justice) لأن العدل صِفة أخلاقية مهمّة يجبُ أن يَتحلّى بها الأفراد والمجتمعات، فلا تستقيم أمّة إلا بقيمة العدل، فبالعدل يتحقّق الأمن والاستقرار والحياة الكريمة، قال المولى عز وجل في مُحكم تنزيله { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}، ولن يتحقق العدل مالم نطبق هذه الطرق لتحقيقه وهي:

1.تطبيق أحكام القانون على كافة أفراد المجتمع دون أي تفرقة أو تمييز، حتى لا يوجد شخص فوق القانون.

2.المساواة بين كافة أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات، وإعطاء كافة المواطنين الحق في الحصول على المناصب والألقاب حسب الأحقّية بالإضافة إلى الحق في الحصول على المكاسب والامتيازات والمنافع، والعدالة بين الموظفين في بيئة العمل.

 3.التوزيع العادل للثروات في الدولة بطريقة تحقق التوازن الاجتماعي في مستوى المعيشة للأفراد.

4.القضاء على الطبقية بنبذ فكرة إعلاء طبقة اجتماعية معينة على غيرها.

5.احترام حقوق الإنسان المختلفة، والتساوي والإنصاف بين جميع الناس بدون استثناء.

6.العدل في القصاص من المجرمين والمخالفين لهذه القوانين، وخير مثال على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقت لقطعتُ يدَها).

 وبعد ذلك تتحقق هذه فوائد:

1.انتشار المساواة والرحمة بين أفراد المجتمع الواحد ليكونوا متعاونين متحابين.

2.زيادة مستوى المحبة والألفة بين أفراد المجتمع.

3.شعور المواطن بالأمان والاطمئنان بوجود العدل في المجتمع، مما يدفعه إلى الالتزام بالأنظمة والقوانين.

4.ضمان الأفراد عقوبة لمرتكبي الأفعال المخالفة للقوانين بوجود قيمة العدل، ويعم السلام. 

5.زيادة الخير في المجتمع واختفاء الظلم والجور والشعور بالراحة والاطمئنان لدى الفرد الذي يمارس قيمة العدل، لينعكس ذلك عليه وعلى أسرته ومحيط عمله لتصل آثار العدل إلى المجتمع.

6.الزيادة من إنتاج الفرد وحبه لعمله ووطنه، لأن تطبيق العدل على كل فرد في عمله يجعله أكثر التزامًا بتحقيق القوانين لإتمام عمله على أكمل وجه، فالعلاقة طردية كلما زاد العدل على الفرد زاد الإنتاج.

كل هذا إذا طُبق بصورة صحيحة و بنوايا صادقة ومُخلصة نكونوا أمام دولة مُحترمة ذات عدالة ومساواة وحقوق إنسان.. أما إذا كان المُؤتمِرون فيما يُسمى باِلحوار همهم فقط الظهور في الفضائيات  والحديث بدون تطبيق ومُراقبة لن يتغير شيء وتزداد الأمور سُوء ويكون الحِبر على ورق كما كان من قبل، والحبرُ لا يُغير شيء إذا كان فقط في الورق… كل الشعب التشادي اليوم يريد منكم التطبيق الفعلي وعلى أرض الواقع…..
العدل العدل العدل Justice Justice Justice يحيا العدل..vive la justice..

بقلم القاضي/ عمر عوض لابد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *