حديث الروح

مما_أعجبني

حديث الروح…
حين تجتمعون حول مائدة عامرة بأطايب الطعام، ومن حولكم يقف المتسولون والمهاجرون بعيون ملأها الجوع والتعب، ينتظرون عله يتبقى من الفتات شيء يسدون به رمقهم، فالجوع مشترك، والرغبة في الكرامة حق لكل إنسان، فاستشعروا وقع هذا المشهد في نفوسكم. كلنا نحس بهذا الشعور المؤلم، لكننا نتفاوت في إدراك عمقه واستجابته في قلوبنا. في هذا المشهد تتجلى قدرة الله في خلقه، وحكمته في تفاوت الأرزاق بين عباده. ومع ذلك، تذكروا عند مثل هذه المواقف قول النبي صلى الله عليه وسلم: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
نحن اليوم نعيش واقعا يمتلئ بطبقات معدمة، شوارعنا حافلة بالمهاجرين والمتسولين، وأسر كثيرة تكابد الضنك وتسعى جاهدة لتأمين لقمة العيش. استوطن الجوع البيوت والأرياف والقرى، فكروا في جيرانكم، في أقاربكم، في معارفكم. فما أجمل أن تقاسموا رزق الله مع عباده، وألا تنسوا أن الله قد يجري الخير على أيديكم، فتكونوا واسطة للرزق ودالين على الخير، لا تخونوا أمانة الله في أموالكم، فهناك أسرار كثيرة تتخفى خلف كرامة هؤلاء لا ندركها، ولكن عند الله عظيمة. كم منا من ينهر السائل والمحروم، ويغلق بابه أمام المحتاجين؟ وإن فاتكم مد يد العون، فكفوا ألسنتكم عنهم، فإن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. واعلموا أن الدال على الخير كفاعله، فلا تبخلوا على السائل ولو جاءكم على ظهر دابة، وإن فرقتنا الأديان أو الأجناس، فلتجمعنا الإنسانية، ولتكن الرحمة رابطا بيننا كبشر. تذكروا أن الإحسان لا يضيع، وأن رحمة الله أقرب إلى من يرحم خلقه.

بقلم: أ.د. أحمد أبو الفتح عثمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *