الحوار الوطني الشامل في يوم 20 من شهر أغسطس عام 2022م هو امتحان قاس.

هل يدخل التشاديون في الحوار الوطني الشامل ويخرجون منه سالمين بما يحقق العدالة الاجتماعية واستتابة الأمن ولم الشمل والتنمية الشاملة والسلام الدائم ونسيان الماضي الأليم بحروبه الأهلية والاقليمية والقبلية والعشائرية والفخذية وخشم البيتية والحروب بالنيابة والمجازر الرهيبة والنظر الى الإمام عن قناعة وجد؟
لقد حدد المجلس العسكري الانتقالي والحكومة التشادية موعدا لانعقاد لقاء الحوار الوطني الشامل في يوم ٢٠ من شهر أغسطس عام ٢٠٢٢ الجاري ويكون موعدا اهم من الهام في حياة جمهورية تشاد والتشاديين لانه لقاء يهدف إلى حل مشاكل تشاد السياسية والاجتماعية والصحية والعرقية والاقتصادية واللغوية والثقافية والمذهبية والطائفية وإيجاد حلول لقضايا الإدارة الرشيدة والمساواة بين اللغة العربية صاحبة تربة تشاد والقديمة فيها قدم انهيار سد مأرب باليمن عام ٥٧٥م والفرنسية التي فرضت نفسها على الساحة التشادية بفوهة البندقية في عام ١٩٠٠م ومشكلة الرعاة مع المزارعين ومشكلة الرعاة والرعاة ومشكلة المزارعين والمزارعين ومشكلة الماء والكهرباء في تشاد عامة والعاصمة خاصة ومشكلة الفساد الإداري والمالي والرشاوي والمحسوبيات الذي اجهض أغلب الخطط التنموية الطموحة منذ ٣٢ عاما واغراق البلاد في وحل الفقر المدقع و قضايا التربية والتعليم والتطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية وقضايا الحريات العامة والديمقراطية وشكل الدولة وقضايا حقوق الإنسان وفهم معنى حب الوطن وحقوقه والواجب تجاهه و فهم المواطنة ودولة الأمة وقضية نقص الشخصية المدنية في الأمة التشادية وسبل بنائها وقضية إيجاد وسائل و سبل استغلال ثروة البلاد الضخمة المتنوعة لطرد الفقر والمرض والجهل وخلق فرص للعمل بصفة عامة والشباب والشابات من حملة الشهادات خاصة ووضع قوانين ونظم وطنية متينة وواقعية التي تمنع ولادة الثورات القبلية والعشائرية والاقليمية والطائفية باسم تحرير الوطن من حكم فلان المستبد الظالم واذا وصلت إلى الحكم لا تكن هي الأفضل للبلاد والعباد حسب تجارب تداول الحكم بالقوة والعنف في تشاد منذ عام ١٩٧٥ م ووضع قوانين ونظم إدارية وسياسية قوية التي تجفف مصادر وأسباب ظهور تلك الثورات القبلية والعشائرية والاقليمية المغلفة بالوطنية ووضعية المرأة المظلومة وهي ضحية سوء فهم لبعض النصوص الدينية المقدسة والأحكام المسبقة تجاهها لدى الثقافات التقليدية القديمة في تشاد والتي لا تزال حية و لها تأثير على سلوك الناس واشكالات الجيش الوطني في تشاد ومشكلة التقسيمات الإدارية وتلك هي مجمل المشاكل التي سيناقش في هذا اللقاء الهام جدا ولكي يدخل التشاديون في الحوار الوطني الشامل ويخرجون منه سالمين متوافقين ومتحابين وواثقين بعضهم على بعض ومحققين معظم الاهداف الطموحة للأمة التشادية التي قد تسهم في تغير الاحوال السيئة المريرة التي عاشت وتعيشها الأمة التشادية منذ عام ١٩٦٣ تاريخ انزلاق فرنسوا تامبالباي اول رئيس لتشاد بدولة الأمة إلى دولة القبيلة( سارا) بل دولة العشيرة( سارا ماجنقاي) وسن سنة سيئة ولكن تحقيق حلم حل مشاكل تشاد التي أشرت إليها أعلاه والتي استعصت على التشاديين إيجاد حل لها من خلال المؤتمر الوطني المستقل عام ١٩٩٣م الذي دام ثلاثة اشهر من المناقشات وانتهى بتوصيات جميلة ضمنت في دستور تشاد ليوم ٣١مارس عام ١٩٩٦م ومنها مؤسسات الجمهورية الكبرى مثل رئاسة الوزراء والمحكمة العليا والمجلس الوطني الدستوري والمجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي والثقافي والوساطة الوطنية والمجلس الأعلى للإعلام الذي غير اسمه الي الهئية الاعلام السمعي البصري باللغة العربية إلى جانب الفرنسية في المادة التاسعة من الدستور الجديد والتعددية الحزبية وإنشاء عدة مؤسسات حقوق الإنسان ونقابات عمالية ومؤسسات رقابية لضمان إدارة رشيدة ووزارة كاملة لمكافحة الفساد الإداري والمالي والرشاوي والمحسوبيات ولكنها ظلت دون المأمول وبعضها مهدها تحول إلى لحدها سريعا مما دفع برجل إفريقيا القوي مشير تشاد إدريس دبي اتنو رحمه الله بإقامة منتدى وطني شامل في عام ٢٠١٨ بعد ٢٥ عام من انعقاد المؤتمر الوطني المستقل و تم فيه بعض التعديلات في الدستور وحذف بعض مؤسسات الدولة الكبرى مثل الوساطة الوطنية والمجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي والثقافي والمجلس الوطني للإعلام الذي غير اسمه الي الهيئة الوطنية للإعلام السمعي والبصري (ONAMA) ومحكمة الحسابات والتي بقيت ايضا في مرحلة الحضانة وتظهر عند مناسبات الدولة او الهيئات الدولية في المقاعد الصف الأول و الوضع لم يرض رجل إفريقيا المهيب والقوي مشير تشاد إدريس دبي اتنو رحمه الله فدعا إلى تنظيم منتدى وطني شامل اخر في ٢٠٢٠م بعد سنتين فقط من المنتدى الوطني الشامل الأول وأجريت بعض التعديلات في الدستور واعيدت بعض المؤسسات التي حذفت في المنتدى الوطني الشامل الأول مثل المجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي والثقافي ولم يتغير شيئا إلى الأحسن إلى وقت مأساة وفاة رجل إفريقيا المهيب ادريس دبي اتنو رحمه الله ولكن السؤال الكبير الذي يجب أن يطرحه كل تشادي وتشادية محب للوطن وحريص على مصلحة الوطن قبل مصلحته الخاصة وحريص على سلام دائم وتنمية مستدامة في تشاد هو ما الأسباب الرئيسة التي ادت إلى عجز الدولة في تحريك وتفعيل هذه المؤسسات ومنعت حضور الدولة بفاعلية في كل الأراضي الوطنية؟ والإجابة المنطقية على هذا السؤال الكبير هي:
١ /غياب الحرص على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
٢/ انتشار الفساد الإداري والمالي والرشاوي والمحسوبيات.
٣/ غياب حس الرقابة المستدامة.
٤ /تسنم الكادر المزيف المتسلل المتسلق الذي لا مستوى دراسي ولا تربية دينية او وطنية او مدنية عنده ويعبد مصلحته الخاصة وليس في قلبه ذرة من المصلحة العامة وحب الوطن والمواطن واحلاله محل الكادر الحقيقي وتكوين تكتلات منتشرة في كافة إدارات الدولة وتمنع وتحول دون اتصال الدولة بالكادر الحقيقي باي ثمن من قبل هولاء الذين سكنتهم روح الانتهازية والكذب والبهتان وسرقة جهود الآخرين و هداهم الله
٥ / ظهور ظاهرة التركيز على ممن يعتبر من اهل الثقة وهم من عوام الناس ولا على أهل الخبرة في السياسة العامة للدولة والأغلبية الساحقة ممن اعتبر من اهل الثقة من العناصر الهزلية السوقية الفاسدة التي أظهرت حب النظام ورئيس الجمهورية واظهار حاشيتهم لمشير تشاد إدريس دبي اتنو رحمه الله بنفاق عظيم وما اظهروه لرأس الدولة هو لحب أنفسهم ومصالحهم ووسيلة تخدير رئيس الجمهورية لينهبوا المال العام للدولة وقد فعلوا واصبحوا من الأثرياء جدا جدا بين عشية وضحاها.
٦/ غياب إنزال العقوبة الرادعة على المخالفين والفاسدين المختلسين للمال العام من الموظفين وبعض التجار في البلد من أصحاب زيادة الاصفار على اليمين.
٧ / انتشار الفقر المدقع في المجتمع التشادي.
٨ / انتشار عادة عدم تنفيذ موظفي الدولة أوامر السلطة العليا وقد ضربوا هيبة الدولة و احترام قيادتها عرض الحائط بسبب ضعف الرقابة وغياب العقوبة على التقصير او الجرم.
وهذه هي اهم أسباب عجز الدولة في تنفيذ توصيات المؤتمر الوطني المستقل عام١٩٩٣م والمنتدى الوطني الشامل الأول في عام ٢٠١٨م و المنتدى الوطني الشامل الثاني في عام ٢٠٢٠ وكذلك معظم فقرات دستور تشاد ليوم ٣١مارس عام ١٩٩٦م مثل الفقرة الخاصة بالثنائية اللغوية في المادة التاسعة منه التي تقرر وتنص على المساواة بين اللغة العربية صاحبة تربة تشاد واللغة الفرنسية والمساواة بين الموظفين الناطقين بالعربية والموظفين الناطقين بالفرنسية في المناصب العليا والسيادية ولاهمية لقاء الحوار الوطني الشامل ولكي لا يصبح هذا اللقاء مثل المؤتمر الوطني المستقل والمنتديات الوطنية الشاملة التي اقامها مشير تشاد إدريس دبي اتنو رحمه الله من حيث النتيجة ولأن أسباب عجز الدولة كلها ترجع إلى الكادر المزيف المتسلل المتسلق الذي استطاع الوصول إلى قمة إدارة الدولة والحزب الحاكم وليس له إيمان ولا حب للوطن والمواطن وتحايل على بطل إفريقيا جنوب الصحراء المشير إدريس دبي اتنو رحمه الله بالكذب والبهتان والتقارير الملفقة والتجسس الرخيص ولمنع تكرار الأخطاء السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية والدينية والإدارية الوظيفية السابقة وتوخيا من ان ينتهي الحوار الوطني الشامل إلى ما يعين تشاد على حل مشاكلها المتراكمة والتشاديين على مقدرة تطبيق ما اتفق عليه في الحوار الوطني الشامل وما سيضمن في دستور تشاد القادم بعد الفترة الانتقالية ومنع اي نوع من انواع إهمال مادة من مواد الدستور القادم ومنع اي نوع من انواع تجاوز القانون فعليه يجب على المجلس العسكري الانتقالي والحكومة التشادية القيام بحملة غربلة و حسن اختيار من يشارك في هذا الحوار الوطني الشامل لاهميته وانا اختم مقالي هذا بالمقترحات التالية:
١ /ان يكون المشارك متعلما بإحدى اللغتين الرسميتين في تشاد ما عدا بعض السلاطين و مشايخ القبائل وان يكون صحيح الجسم والعقل وحسن الخلق وله القدرة على التعامل مع المخالف له وقبول الاخر كما هو و سنه لا يقل عن ٢٤ عاما ولا يتجاوز ٨٠ عاما وغير مدمن.
٢ /لا يكون ممن عرف باختلاس المال العام والثراء السريع او ممن عرف بتعاطي الرشوة او رائشا او رائش بينهما.
٣ /وليس ممن حكم عليهم بسبب اختلاس المال العام أو ممن مارس جريمة قطع الطريق وقتل العمد.
٤/ التركيز على أبعاد كل الكوادر المزيفة الذين تحايلوا على مشير تشاد إدريس دبي اتنو رحمه الله مهما تكن مناصبهم الحالية.
٥ / على المجلس العسكري الانتقالي القيام بحملة التعرف على الكادر الحقيقي واشراكهم في الاستعدادت الحالية للحوار فيما بقي من الوقت وحمايتهم من الفرق الفاسدة من الكوادر المزيفة للاستفادة من خبراتهم والمواصلة معهم حتى في الفترة ما بعد الحوار الوطني الشامل لتجنب ما حدث لمؤتمر الوطني المستقل من الاخفقات بسبب الكادر المزيف المتسلل المتسلق الفاسد كفى الله تشاد شرهم.
٦ /يطلب من اية جهة عندها نسبة معينة من التمثيل في الحوار ألا ترشح شخصا إلا بهذه الصفات المذكورة أعلاه.
٧ /كل مشارك يجب عليه التركيز على على مصلحة الوطن واصالته وقيمه وما يجلب السلام والاستقرار والتعايش السلمي الاجتماعي الدائم وليس على الانتصار للرأي وتجنب طغيان حب السلطة وجنونه لان حب السلطة يجعل الحلول لمشاكل البلد مستحيلة كما هو الحال في إجابة جبران خليل جبران على سؤال ميري هيسكل عندما قالت له ( يا جبران ما هي مشكلة الشرق الأوسط) فاجاب قائلا( يريد كل عربي ان يكون نبيا ورسولا) وقياسا على ذلك يمكن القول لتنبيه التشاديين( يريد كل تشادي ان يكون رئيسا للجمهورية) ويعطي الله الحكم لمن يشاء و يجب ان يتذكر التشاديون ان التطبيق الجيد لمخرجات الحوار الوطني الشامل اهم من المشاركة الشخصية في الحوار الوطني الشامل ويجب إعداد رجال مخلصين لربهم وامتهم ووطنهم لا يختلسون المال العام للدولة ولا يتعاطون الكذب والبهتان ولا يرتشون ولا يخونون الله والوطن والأمة التشادية في كل صغيرة وكبيرة وعلي الحكومة التشادية والمجتمع التشادي حماية هولاء من الفرق الفاسدة التي استخدمت ثقة مشير تشاد إدريس دبي اتنو رحمه الله سوء الاستخدام وما اكثرهم اليوم
اللهم ادخل التشاديين في لقاء الحوار الوطني الشامل بسلام آمنين واخرجهم منه سالمين متوافقين ومتحابين بما يجلب السلام والاستقرار الدائمين باءذنك يا الله وانت القادر على كل شيء و المالك لكن فيكن.

الدكتور حقار محمد أحمد.. رئيس المركز الثقافي للبحوث والدراسات الأفريقية والعربية بتشاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *