ظاهرة إختطاف النساء من أجل الزواج:الروائي/ محمد عبدالله عبدالله أبكر

ظاهرة إختطاف النساء من أجل الزواج:
الروائي/ محمد عبدالله عبدالله أبكر

إختطاف النساء من أجل الزواج، هي من عادات الجاهلية التي ما زالت سائدة، إن كل زواج يبدأ بالدموع، وتعتبر عادة خطف النساء، هي ممارسة شائعة في المجتمع، ولا يُنظر إليها باعتبارها جريمة، ولا يعاقب عليها القانون عملياً، ونصف النساء يتم إختطافهن وإجبارهن على الزواج..
وترجع هذه العادة الجاهلية إلى ما قبل دخول الإسلام إلى منطقة آسيا الوسطى، حيث كانت القبائل الرحل تغير على بعضها وتأسر النساء وتسلب الأموال، وقد إندثرت هذه العادة من أغلبية دول آسيا الوسطى بعد إنتشار الإسلام فيها، إلا أنها ما زالت سائدة..
عندما يتم خطف الفتاة تتولى بعض النسوة من أقارب الخاطف تهدئة الفتاة المخطوفة وإقناعها بقبول الزواج من الخاطف، فإن قبلت وضعه فهذا يعني أنها قبلت الزواج من الخاطف، وفي الغالب ترفض الفتاة وضعه وتصارع من أجل إطلاق سراحها، إلا أنها غالباً ما تجبر على وضعه بالقوة، وتجبر على الزواج من خاطفها..
تخطيط لخطف عروس لابنها، يدور الحوار بين أفرادها، بعد أن تم تحديد الفتاة التي سيقوم عدد من رجال الأسرة باختطافها، الخاطفين هم يتجولون في شوارع البلدة لتعقب الفتاة التي يبغون خطفها، لكنهم يفشلون في العثور عليها فيقررون أن يخطفوا أي فتاة يقابلونها في الطرقات، وبالفعل يقومون باختطاف فتاة لا يعرفون عنها أي شئ، ويحضرونها إلى منزل العريس بالقوة ويُجبرونها على الزواج من إبنهم..
غالباً ما يحرض أهل الخاطف إبنهم كي لا يتحملوا نفقات الزواج والخطبة، ولكي يحضر لهم الابن زوجة تعينهم على شئون المنزل، أو بمعنى آخر خادمة بدون أجر، رفض الفتاة أو أهلها للزوج، أحياناً يلجأ بعض الشباب إلى خطف الفتاة بسبب رفضها أو رفض أهلها له، وغالباً ما يكون الرفض لأسباب إجتماعية أو أخلاقية أو صحية..
إن خطف النساء للزواج أيسر من الزواج المتعارف عليه أو الزواج بالتراضي والتوافق، ففي حالة الخطف يكون الرجل غير مكلف بدفع المهر ونفقات الزواج، إذ تجد المرأة المخطوفة نفسها وحيدة أمام خاطفها وأهله، لذلك تكون مجبرة على قبول الزواج من خاطفها بدون شرط أو قيد..
معظم الزيجات التي تتم عن طريق الاختطاف تنتهي بشكل مأساوي، فإن أبت الفتاة المخطوفة الإذعان لطلب الخاطف وأهله بقبول الزواج، تتعرض للاغتصاب حتى لا تجد سبيلاً للخلاص إلا الزواج من خاطفها، وفي أحيان أخرى تنتحر الفتاة المخطوفة، وفي معظم الأحيان تنتهي هذه الزيجات بالطلاق..
المخطوفات يقبلن بالزواج من الخاطف تحت ضغوط المجتمع الذي لا يرحم النساء المخطوفات، وفي بعض الأحيان تحت ضغوط أهلهن الذين يخشون الفضيحة والعار، فإن عادت الفتاة من بيت الخاطف دون الزواج منه فإن هذا يعني العار لها ولأهلها، مع أنه في نفس هذا المجتمع لا يُنظر إلى إنحلال النساء وإرتكابهن الكبائر والمحرمات بنفس هذه الصورة الجاهلية..
إن إجبار المرأة على الزواج أو الاستمرار في زواج لا تقبله، أو إختطافها بغرض الزواج بدون رضاها جريمة يعاقب عليها القانون، إلا أنه من الناحية العملية لم يتم تفعيل هذه القوانين..
طقوس إختطاف العروس كجزء من التقاليد المصاحبة للزواج كإيماءة على ممارسة طقوس إختطاف العروس وشهر العسل، الذي يخفي فيه الزواج إخفاء زوجته لتجنب إنتقام أهلها، سبب الزواج بهذا الشكل هو أبوي عموماً ويتضمن وصمة إجتماعية قوية على الجنس أو الحمل خارج الزواج والولادات غير الشرعية..
الفقر وإنخفاض المكانة الاجتماعية أو المرض دافع قوي للشاب باختطاف الفتاة والزواج بها، أما في حالات الخطف بدون موافقة تقاوم المرأة الزواج بعد أيام ثم تطالب أسرة الفتاة بورقة من العريس توضح موافقتها بإرادتها الحرة، ويصدر العريس وعائلته إعتذاراً ومبلغاً صغيراً من المال..
القضاء في بيت الزوج ليلة واحدة تشكل حافزاً كافياً لإجبار شابة على الزواج من خاطفها هناك، وغالباً ما تفشل السلطات في الرد على عمليات الاختطاف خاصة إذا تمكن الخاطف من إطلاق الضحية أو تزوجها بموافقتها بعد الاختطاف..

أرائكم عبر البريد الالكتروني: moh66m10@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *