بيان مشترك للجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية تشاد

لأكثر من عقد من الزمان، ظلت منطقتنا الفرعية تواجه حربا غير متكافئة وعابرة للحدود، وهي حرب خطيرة بقدر ما هي مأساوية. وفي سياق من المخاوف الحقيقية والعنف المستمر، أنشأت البلدان الشقيقة والصديقة (بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد) في 15 يناير 2014 في نواكشوط، مجموعة دول الساحل الخمس، لمعالجة التضامن المزدوج، تحدي الأمن والتنمية الذي يهدد بشكل خطير استقرار المنطقة دون الإقليمية.

كان طموح منظمتنا المشتركة الناشئة يتمحور حول ثلاثية استراتيجية:
تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، وحماية السكان المدنيين، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وتحقيقاً لهذه الغاية، تم إطلاق العديد من المبادرات لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الثلاثة المذكورة أعلاه:

– القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس (FC-G5S) المسؤولة عن مكافحة الجماعات الإرهابية المسلحة والجريمة المنظمة؛

– برنامج التعاون عبر الحدود (PCT) الذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين بلدان الساحل في مجالات الأمن والعدالة والصحة والتنمية؛

– المركز الإقليمي للتدريب على مكافحة الإرهاب (CRF-LT)‏ الذي يهدف إلى تدريب قوات الأمن في بلدان الساحل على مكافحة الإرهاب؛

– كلية الدفاع، هي مدرسة حربية حقيقية عابرة للحدود الوطنية، مكرسة لتدريب كبار المسؤولين التنفيذيين في القوات المسلحة

منذ الإعلان، في مايو 2022، عن قرار جمهورية مالي الشقيقة بالانسحاب من هيئات منظمتنا، لم ندخر جهداً للتغلب على هذه المشكلة.

الأزمة الناجمة عن هذا الوضع وإعطاء مضمون لإطار التعاون المثالي.
وفي الأول من ديسمبر 2023، قررت جمهوريتا بوركينا فاسو والنيجر الشقيقتان سحب بلديهما من جميع هيئات وهيئات مجموعة الخمس لمنطقة الساحل، بما في ذلك القوة المشتركة.

إن الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية تشاد تأخذان علما وتحترمان القرار السيادي لجمهوريتي بوركينا فاسو والنيجر الشقيقتين.

وتحقيقا لهذه الغاية، فإن حكومتي الجمهورية الإسلامية الموريتانية، الدولة التي تتولى الرئاسة الحالية لمجموعة دول الساحل الخمس، وجمهورية تشاد، العضو في هذه المنظمة، تؤكدان من جديد تمسكهما بمثل التكامل الإقليمي الأفريقي وأهدافه. المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل، والتي، على الرغم من الصعوبات والطوارئ المختلفة، ستكون بمثابة آلية ذات صلة وأداة فعالة للتعاون بين القوات المسلحة وقوات الأمن في المنطقة دون الإقليمية، ستنفذ جميع التدابير اللازمة وفقا للأحكام من اتفاقية إنشاء مجموعة الساحل الخمس، لا سيما في المادة 20 منها.

إلا أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية تشاد تعتزمان مواصلة جهودهما مع كافة دول الساحل لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.

ينتهز البلدان هذه الفرصة لشكر الشركاء الفنيين والماليين على دعمهم المستمر لمجموعة الخمس في الساحل والدول الأعضاء فيها.

حرر في نواكشوط وأنجمينا في 6 ديسمبر 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *