تم ترويض المعارضين السياسيين والعسكريين بنجاح !

تم ترويض المعارضين السياسين والعسكريين بنجاح!

عندما غيروا اسم القصر من الخامس عشر إلى الثقافي، هل كانوا يهدفون إلى ترويض البعض من خلال دورات تدريبية مقننة لمدة 45 يوما؟

تواصلت مع ثلاثة من الذين شاركوا في الحوار، وكانوا في صفوف الاتجاه المعاكس لفكرة تمديد الفترة الإنتقالية وإعادة تدوير نفس الأوجه وأمور أخرى، اليوم وجدتهم تنازلوا عن حقهم في إتخاذ موقف يرونه مناسبا لهم، احتراما لخصوصيتهم ورغبة مني في الإبتعاد عن كل شيء قد يثير ويلامس موطن الحرج أو يشعرهم بالخجل، حاولت تغيير مواضيع الدردشة وأساليبها المألوفة بعد نهاية الحوار.

سألت الأول عن نظامهم الغذائي، كم كان عدد وجباتكم اليومية؟ أنواعها وطريقة تقديمها وتناولها، سألته ما إذا كان هو راض بها وأهم وجبة نالت إعجابه؟

وسألت الثاني عن الاستراحة، كيف يقضونها، وماذا يصنع الضيوف الذين أتوا من الدوحة؟ ومع من يتحدثون؟ وهل يحتفظون بنفس نبرات الصوت والشكل داخل القاعة أم يتغيرون في خارجها؟ وماهي أهم مواضيع حديث الساعة عندهم؟

والثالث كان من نصيبه هذه الأسئلة، هل هناك كائنات غريبة تحوم حول المشاركين، لا يُعرَفْ لهم مهام ولا صفة؟ وعن أساليب التعامل بينهم ولجان الخدمات والاستقبال وكذا رجال الأمن؟ وهل هناك جلسات خاصة في زوايا خاصة بين الأطراف المضادة لبحث سبل الصفقات والتنازلات إلخ…

ظنا مني صرفتهم عن جو التواصل المعتاد، مع ذلك رجعوا وتحدثوا باسهاب عن مواضيع كانوا يعارضونها بنظرة جديدة، وأثنوا على رئيس اللجنة ومعاونيه وعن الحوار الكامل التام المجرد من العيب والنقائص، رغم محاولاتي المتكررة لتذكيرهم بالأسئلة المحددة وأنهم خارج إطار المطلوب ولكنني لم أفلح ولم استطع.

والخلاصة: أن المشاركين في الحوار دخلوا بأشكال وألوان ثم خرجوا بأخرى، القصر الذي تخلى عن اسمه القديم لصالح الجديد استطاع أن يفعل الكثير، سيما إحداث التغيير في القناعات، والإنتماءات وفي قبلة الناس الفكرية والسياسة.

ختاما.. تم ترويضهم بنجاح!

نتمنى لوطننا الحبيب الأمن والعافية والاستقرار الدائم.

أ. أحمد مدو كيوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *