بكل سرور واعتزاز، يشيد الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد، بإنجاز مشروع (الاستراتيجية الوطنية لتعزيز الثنائية اللغوية في الإدارة العامة التشادية)، من قبل اللجنة الخاصة التي شكلت بقرار من معالي السيد الوزير الأمين العام للحكومة المكلف بترقية الثنائية اللغوية والعلاقات مع المؤسسات الكبرى في الدولة، والتي تضم مسؤولين في الأمانة العامة للحكومة وشخصيات مرجعية وقادة منظمات المجتمع المدني العاملة في خدمة اللغة العربية والثنائية اللغوية، بمختلف كياناتهم.
إن إنجاز هذه الاستراتيجية الوطنية التي سلمت لمعالي الوزير من قبل اللجنة، في حفل رسمي بهيج، صباح يوم الأربعاء 20 سبتمبر 2023، بعد جهود حثيثة استمرت لما يزيد على شهر من العمل المتواصل، يعتبر خطوة مهمة في طريق الإصلاح الإداري المتعلق بتطبيق الثنائية اللغوية وتحقيق المساواة الفعلية بين اللغتين الرسميتين في الدولة: العربية والفرنسية، وهو بذلك يمثل تتويجا للجهود العظيمة التي بذلها أبناء الوطن في هذا المجال طيلة العقدين الماضيين منذ انعقاد المؤتمر الجامع الأول حول وضع اللغة العربية في تشاد عام 2000م، والدورات الأربع التي تلته، وما أصدرته من نتائج وتوصيات، ظل الاتحاد يعمل من أجل تطبيقها منذ تأسيسه حتى هذه اللحظة.
ولا شك أن هذه المبادرة تجسد العزيمة الصادقة التي تحلى بها السيد الوزير الأمين العام للحكومة هليكي شوا محمد، تنفيذا للإرادة السياسية للقيادة العليا للبلاد ممثلة في فخامة السيد رئيس الفترة الانتقالية رئيس الجمهورية الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو، فلولا هذه الإرادة، وتلك العزيمة، لما اكتملت هذه الاستراتيجية التي تعتبر خارطة طريق واضحة تحدد لأول مرة الأدوار المطلوبة من كل وزارة أو مؤسسة من مؤسسات الدولة والشركاء المحليين والدوليين، في سبيل تطبيق الثنائية اللغوية.
إن الاتحاد إذ يشيد بذلك، فإنه يدعو جميع أبناء الوطن المخلصين ، سواء كانوا دارسين بالعربية أو بالفرنسية، للتعاون معا في سبيل تطبيق هذه الاستراتيجية، لتكون نموذجا للعمل المشترك الهادف لتقوية معاني الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد.
وفي هذا الصدد، يدعو المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد، جميع المكاتب الفرعية للاتحاد في الولايات والمحافظات، وجميع أعضاء الاتحاد، لوضع كافة إمكاناتهم الفكرية والمادية، في سبيل تطبيق هذه الاستراتيجية على أرض الواقع، وجعلها في صلب برنامجهم الأساسي وخطط العمل لمكاتبهم، وفق الموجهات المحددة في داخلها المطلوبة من الشركاء المحليين ومنظمات المجتمع المدني، حتى يمكن معالجة جوانب القصور والخلل في مجال تطبيق الثنائية اللغوية في الإدارة العامة للدولة.
رئيس الاتحاد العام
د. حسب الله مهدي فضله
