الإنفصال شماعة أم حقيقة تستوجب الخوف؟
أ. أحمد مدو كيوم

هل الانفصال تحدي حقيقي أم شماعة المنتفعين والسياسين لتهدئة الأوضاع الراهنة؟ لم البعض يلمح في حديثه بالتكرار عن الانفصال، يهدد به ويخوف منه الناس؟ وكأننا نعيش في حالة مثالية من الهدوء التام، والإنسجام، والوحدة الحقيقة؟ أم في الأمر إن! كما دأب عليها السياسيون؟ أليس لدينا في تشاد أشياء وأماكن محرومة منها لأغلب التشادين؟ من يستطيع أن يتجول في تلك المناطق كما يريد ويمارس فيها أنشطته بشكل طبيعي، كمواطن له حقوقه في دولة القانون؟ وبالمثل هناك مناصب ومسؤوليات بعينها محتكرة لفئة دون غيرها، لعقود طويلة، ثم نجد في كل إقليم مواطن من الدرجة الأولى والثانية، هذا يهمش ذاك ويقلل من شأن أخيه، وبالدونية ينظر إليه، ماذا عندنا حتى نخاف من الانفصال ومطالبة البعض لحقوقهم ووجهة نظرهم للأمور؟ كم من أصحاب الشهادات والخبرات خارج سور الوظيفة، وفي المكان الذي يجب أن يكونوا، أناس آخرين؟ لنطالب بالعدالة الإجتماعية، والعمل بالدستور والقانون، ومحاربة الممارسات الجماعية والرسمية للتميز والعنصرية والقبلية والجهوية، لنرفع راية الإخوة الحقة والوحدة، عندها سنتوحد تلقائيا، وإلا سيحدث المكروه وإن لم يطالب به أحد.
كم من صراعات عرقية وقعت في مناطق مختلفة في داخل البلد الواحد؟ وخلفت آلاف القتلى، وليس هناك ما يجمع الناس مثل معتقداتهم وفي هذا أيضا لم نقصر في الجدال والخلافات والخصومات، حد التكفير، اختلافاتنا الثقافية أصبحت معضلة، كل يغني على ليلاه، أعتقد لم يعد هناك ما يقلقنا أو يخيفنا، كل المصائب متوفرة، عاشت معنا وستعيش لقرون، إذا لم نجد لها حلول جذرية.
لا الانفصال يهددنا ولا الفيدرالية يذهب بنا إلى الجحيم، مشكلتنا أكبر بكثير من هذه الدغدغات التي أشبه بعميل مهمته صرف الأنظار من الحقائق وواقعنا المرير إلى أخرى لحاجة لا يفهمها أغلبنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *