رسائل الحوار

رسائل الحوار: ٩–١٠
د.محمد البين السلامي
“ياقوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد”
**إليكم أيها العقلاء والوسطاء العامون: اسمعوا قولي، فإن الحق حق ولو كان قائله حقيرا أو غفيرا، وإن الباطل باطل ولو كان قائله وزيرا أو مديرا،
فلقد وصلتم إلى مكان صنع القرار لتشرعوا للأمة وتحددوا وجهتها وملامح مصيرها القادم؛ دنيا ودين
ولقد تقرر أنه لا يجوز رد الحق بحال، وأن الرجوع إليه خير من التمادي في الباطل، فهو أحق أن يتبع، وذلك بإجماع العقلاء قاطبة.

  • فإذا تقرر هذا فاعلموا أن أحكام الشريعة كلها جاءت لجلب النفع ودفع الضرر “وما ارسلناك إلا رحمة للعلمين” والتشريع الإسلامي إنما القصد منه حفظ التوازن بين مصالح الفرد ومصالح المجتمع، ومدار ذلك كله قوله تعالى
    ” يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث…”
  • أيها المقننون الأحرار : إن أحكام الشريعة والقانون ليلتقيان فيما لم يكن فيه نص قاطع مانع من شيء، فهو مباح، وأما المنصوص عليه شرعا فلا يقنن وإلا كان استدراكا على المشرع كأنه قصر أو غاب عنه شيء! وحاشاه جل وعلا، فهو ينظم علاقة الإنسان بربه وعلاقته بنفسه وعلاقته بغيره، ويقرر المحافظة على الكليات أوالضروريات الخمس: “حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ النسل، حفظ العقل، حفظ المال” فحرم الشرك بأنواعه، وحرم قتل النفس بغير حق، وحرم الزنى ودواعيه، ومنع السكر وحرم تعاطيه ومنع السرقة والربى والسحت والرشوة، كل ذلك لتستقيم الحياة.
  • أيها المتخوفون: إن الإسلام دين الله وهو دين التسامح والعدالة
    -وإن شوهه بعض معتنقيه- فإنه لا يجرم من دون نص، ولا يعاقب من دون جريمة، فلا حكم قبل ورود نص؛ لأن الأصل في الأشياء الإباحة. وعليه: فلا خوف من تطبيق أحكام الشريعة لأنها دين الله لعباده وهو العدل الذي حرم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه على عباده، أتشكون في عدالته” أم يخافون أن يحيف الله عليهم..” فالله لايجور ولا يميل.
  • أيها العامة من السواد الأعظم:
    إن جميع التكاليف روعي فيها رفع الحرج “وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة إبيكم إبراهيم” يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” لا يكلف الله نفسا الا وسعها” ومدح الشرع السماحة في كل الأحوال
    “رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى، والمشقة تجلب التيسير، ففيم التخوف من الدين والتدين؟ لا يوجد ديانة اهتمت بالتكافل الاجتماعي كالإسلام فهو ليس رجما بالحجارة وقطع الأيدي فقط! لا تقارنوا الإسلام بالديانات الأخرى، فإنه مهيمن عليها، فلا تحكموا عليه عدوا بغير علم، ولا تحاكموه بتصرفات جهلة المسلمين، فإنه قضية رابحة لكنها وقعت في أيدي محامين فاشلين،
    *واعلموا ياقوم أن قضايانا المعقدة لن يحلها الحوار العلماني المفرغ عن مضمونه مسبقا، وإنما هي مسرحية يعاد أبطالها في كل حين!
    فإن مخرجاته وتوصياته، ليست لصالح الأغلبية المسلمة الساحقة، وإنما للعلمانيين الذين جعلوا القرآن عضين، يحصرونه في الصيام والصلاة والحج، وبقية أحكامه
    كأصنام العجوة؛ تعبد كآلهة عند الشبع وتؤكل كطعام عند الجوع!!
    أوكالنسيء في الجاهلية “يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطؤا عدة ما حرم الله”وعليه: فهي ليست من أفكار المؤتمرين، وقد يصرح الرعاع المخدرون الذين أثبتوا فشلهم وضحالة نضجهم في كل الجبهات!!
    بأن الحوار يمشي على الصراط المستقيم، وأنه ناجح… لظنهم أن استواء الطريق دليل على سلامة الوجهة! ويحسبون أنهم على شيء.
    *فلهؤلاء جميعا أقول: لا يرفع قدر الرجال إلا المواقف! “وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين”
    *اللهم ربنا بقدرتك القاهرة، أوصل صوتنا لكل غيور على دينه ليؤازرنا في طرحنا وارحم ضعفنا وهواننا على الناس، فأنت رب المستضعفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *