أعلن الرئيس الوطني لحزب الاتحاد الوطني للتغيير الديمقراطي في تشاد، الدكتور حسين إبراهيم أصيل “اليوم”: الانطلاقة الرسمية لنشاطات الحزب من خلال حديث صحفي قدمه بمركز المنى الثقافي، بحضور عدد كبير من مناضلي الحزب والمدعوين.
وقال حسين، في بيانه ما نصه: السيدات والسادة الصحفيون أيها الرفاق الموقعون على اتفاقية الدوحة الرؤساء والأمناء العامون وممثلي الأحزاب السياسية قادة منظمات المجتمع المدني المناضلين والمناضلات.
الضيوف الكرام نرحب بكم في هذا اللقاء الصحفي الذي ننظمه لنعلن لكم عن قيام وميلاد حزب الاتحاد الوطني للتغيير الديمقراطي في تشـاد.
هذا الحزب وإن كنا نعلن عن مولده اليوم، فإنه ليس بحزب جديد، لا من حيث رؤيته وطرحه، ولا من حيث أعضـائه وكوادره، ولكن كيف يتم الإعلان عن مولده ولا يكون جديداً ؟
– كما تعلمون أن التاريخ السياسي لبلادنا مر بمنعطفات كثيرة وحدثت فيه أحداث عظيمة، ولا نريد الخوض في كل ذلك، لأنه معلوم لكم ويجب علينا إذا أردنا أن نبني مستقبلاً لبلادنا أن نطوي صـفحات التاريخ السياسـي المليء بالكثير من الجراحات والآلام ، ونعود إلى هذه الصفحات أحياناً للعظة والاعتبار ، ونبدأ من حيث انتهينا بالحوار الوطني الشامل الذي انعقد في أغسطس من العام المنصرم بعد أن سبقه حوار الدوحة القطرية المشهود ، والذي كنا فيه حضـوراً فاعلاً ومؤثراً ، وقد كان ذلك كله بعد ختام مرحلة تاريخية كاملة في تشــاد انتهت برحيل المارشـال إدريس ديبي إتنو ( رحمه الله ).
وقد بدأت المرحلة الجديدة بقيادة المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الجنرال محمد إدريس ديبي اتنو ، وهذا المجلس قد أنقذ البلاد من الوقوع في الفوضـى بعد اعتذار رئيس البرلمان عن تولي الأمور حسب ما هو منصـوص عليه في الدستور.
وقد كان رئيس المجلس العسكري الانتقالي عند حسن ظن إخوته العسكريون الذين قدموه في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ بلادنا، وفعلا بدأ بأن مد يده للسلام ، وليقول عفا الله عن ما سلف ، ولنبدأ بفتح صفحة جديدة، وكانت الاستجابة منا في الدوحة لهذا النداء ، وعملنا جميعاً لإنجاح الاتفاقية ، وبتوفيق من الله تم ذلك ، وعدنا للبلاد ، وشاركنا في الحوار الوطني الشـامل الذي انبثقت منه مخرجات سنعمل جميعاً لإنفاذها.
ونحن في حزب الاتحاد الوطني للتغيير الديمقراطي في تشاد نقول إن رؤيتنا وطرحنا للأمور لا يمكن أن يسعها هذا اللقاء الصحفي المصغر ، ولكن يمكن أن نوجز ونلخص ذلك في عدة نقاط على النحو التالي :
إن هدفنا وهمنا الأول هو كيف يمكن لنا أن نهيئ لشـعبنا الصـابر حياة كريمة ونعمل على رفع المستوى المعيشـي للطبقات الكادحة، وذلك وفق إحصـاءات وخطط مدروسة ، ( ويجدر بنا هنا أن نذكر بما يحدث في هذه الأيام من مشكلات نتجت عن الفجوة التي حدثت في المحروقات والتي أفرزت وتفرز بعض الظواهر الغير محبذة وممارسات قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ، لأن كل قطاعات الحياة ، وفي جميع أنحاء البلاد قد تأثرت بهذه الفجوة ، والتي تعود لأحد سببين : إما أن هناك إهمال وتقصير أو سـوء إدارة ، ولا نريد أن نقول سـوء نية ، وفي كل الأحوال يجب مساءلة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك ، وأن نسرع في إيجاد حلول عاجلة وحاسمة لهذه المشكلة ).
من أهدافنا أيضـاً الدفع باتجاه تحقيق العدالة في جميع المستويات وفق معايير ونظم متساوية وتنافس شريف بين الجميع.
وستجدون رؤيتنا الكاملة مبسوطة في برنامجنا السياسي والاجتماعي ، والذي سيكون متاحاً لكم جميعاً ، وكذلك ستقام سمنارات وندوات حول ذلك، وكذلك من الأهداف التي سنعمل على تحقيقها هو الالتزام بمخرجات الحوار الوطني الشامل التزاما صارما حتى نصل إلى نظام دستوري يتم فيه التداول على السلطة وفق دستور متوافق عليه من الشـعب، ويعود على البلاد بالاستقرار والأمان، وان ننسى فلن ننسى أن نجدد النداء لإخواننا الذين كانوا معنا في الدوحة أن الحقوا بالركب ولنضع أيدينا في أيدي بعضنا لنجنب بلادنا مصائر البلاد التي انحدرت نحو الهاوية.
وقبل أن نختم لابد من أن نعرج على بعض المحطات الخارجية ، فجوارنا الشـرقي السودان يعاني من حرب عبثية لا غالب فيها ولا مغلوب، ومن هنا ندعو لوقف هذا الاقتتال، لإيقاف نزيف الدم بين أبناء الوطن الواحد ، وعلى العقلاء تحمل مسؤوليتهم كاملة في ذلك وكذلك لا يجدر بنا أن نختم لقاءنا الصـحفي هذا دون توجيه الشكر لدولة قطر على ما قامت وتقوم به لإنفاذ الاتفاق التاريخي الذي وقع في الدوحة، وذلك في أغسطس من العام الماضي، وسيظل هذا العرفان والجميل عالقا في اعناق التشاديين على تعاقب الاجيال .
عاشت تشاد حرة أبية آمنة مستقرة.