عليكم بالسلام والتسامح

ولقد قمنا بالتأكيد في الاعداد السابقة في سطور هذه الصحيفة الغراء التي تتضمن تسميتها على أغلي قيمة لمعنى السلام والعافية. ولقد كتبنا وركزنا على أهمية قيمة السلام والعافية وبينا فضائل السلام ومساوئ الحروب واضرارها على الناس والشعوب وكذلك على الاقتصاد والبيئة وسلبيات ومساوئ الحروب والقتال والاعتداءات، سواء كانت تلك الاعتداءات على مجموعة البشر او الحيوان او البيئة بما فيها من النبات والغابات والمياه وقطع الأشجار، الامر الذي يسبب زحف الصحراء والجفاف وتلوث البيئة وتسبب الامراض والأوبئة الفتاكة كل ذلك وغيرها بما كسبت ايدي الناس في البر والبحر والجو. وإذا كنتم تذكرون خطورة الكراهية والبغضاء والشحناء والنعرات القبلية والتفرقة العنصرية والجهوية والاثنية وغيرها من أسباب التنافر والخصام التي تسبب الحروب والكراهية بين أبناء الوطن الواحد والبلد الواحد بل أحيانا في ساحة الاسرة الواحدة.
اذن لذلك ينبغي علينا جميعا المفكرون والباحثون والكتاب، وخاصة نحن رجال الصحافة والاعلام ان نقوم بواجبنا ونلعب دورنا الفعال الذي يتمثل في غرس قيم ومبادئ الحب والمحبة والعفو والتسامح والتصالح وتعزيز أواصر الاخوة والتآخي ودعم روابط المودة والاحترام بين أبناء الوطن الواحد.
ان قضية السلام والتسامح ليست قضية الحاكم وحده، وليست مسؤولية مسؤول واحد، ولكن قضية السلام موضوع يخص جميع فئات المجتمع باختلاف درجاتهم ومسؤولياتهم. بل ان موضوع السلام يخص الرجال والنساء الشباب والشيب والحكام والمسؤولين وكل طبقات المجتمع وكل مكونات المجتمع الواحد. عندئذ يصبح السلام امرا ضروريا وعادة إيجابية يتوارثها جيل بعد جيل وتنتقل الى أجيال المستقبل.
وبعدئذ يتفرغ المجتمع الى محاربة الجهل والامية والامراض والفقر والتخلف والظلام والرشوة واختلاس أموال الدولة والنهب والسرقة والسلب وقطع الطرق وخطف المواطنين والأطفال رهائن مقابل الفدية، وغيرها من الصفات والممارسات والسلوكيات السلبية الضارة البشعة الشنيعة التي تضر بالوطن والمواطن وتقف عقبة امام تنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وامنيا وسياسيا.
ولذلك قمنا بالكتابة في اعدادنا السابقة على صفحات هذه الصحيفة عن أهمية وضرورة امر السلام والتسامح والتعايش السلمي وتعزيز وحدة النسيج الاجتماعي. ومهما كتبنا عن السلام ومهما كتب الكتاب والباحثون ورجال الصحافة والاعلام والمدافعون عن حقوق الانسان لم يستطيعوا ان يعطوا لهذه الكلمة أي كلمة السلام حقها الحقيقي واهميتها وثمنها الغالي. ولا يدرك كثير من الناس أهمية السلام وقيمتها. ولكن ان الأوان ليعرف الجميع أهمية وقيمة السلام والعافية.
ربما كثير من الناس لا يدركون معنى السلام الا عندما يفقدون السلام، وفي حالة غياب السلام حينها يدركون معنى السلام وقيمتها، ولكن هيهات هيهات ولات حين مناص، أي حيث لا ينفع الندم ويكون البكاء مثل البكاء على اللبن المسكوب على رمال الصحراء. لذلك سنظل نكتب عن السلام ونقوم بتوعية المجتمع ونغرس قيم ومبادئ السلام والتسامح والعفو والصلح والإصلاح ونشر قيم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وحماية الحريات الأساسية العامة وحرية التعبير وقيم العدالة الاجتماعية والمساواة بين كافة أبناء الوطن الواحد، وغرس حب الوطن ونشر قيم الاخوة والتسامح بين كافة افراد المجتمع الواحد، ويكون الجميع اخوة في المجتمع الواحد.
اذا كانت جمهورية تشاد تتسع لأكثر من مئة مليون نسمة اذن لماذا النزاع والاختلافات على السلطة وموارد البلاد وثرواتها وتوزيعها؟ ولماذا النزاع والتنافر على البقاء والوجود على هذه الأرض الطيبة في حين ان سكانها لا يتجاوزون سبعة عشر مليون نسمة؟.

في شهر رمضان المبارك تتأكد قيم السلام والتسامح
وفي ظل شهر رمضان المبارك شهر كل الخيرات والبركات والرحمة والتوبة والمغفرة: اذن في ظل هذا الشهر المبارك تتأكد فيه كل معاني العفو والتسامح والصلح والمعافاة الدائمة، شهر يبذل فيه كثير من المواطنين جهودا جبارة في فعل الخيرات والطاعات والتقرب الى الله خاصة المسلمون وتقديم الاحسان والوقوف مع الفقراء والمساكين واليتامى والارامل، وذلك نظرا للشعور والاحساس بفضائل عمل الخيرات وتقديم الخير الى الغير رجاء ثواب الله لهم في الدنيا والاخرة. اذن هنا تتأكد معنى العفو والتسامح.
اذن تعالوا نتسامح ونعفو بعضنا البعض حتى نعيش في صفاء ونقاء الضمائر دون غل وحقد وكراهية.
وانطلاقا مما تقدم فليدرك الجميع أهمية السلام وفضائلها وقيمها ومبادئها السامية السمحة واهمية السلام والعافية للبشرية كافة، لأنه بدون السلام لا توجد حياة اطلاقا على هذه الأرض، كما تشاهدون الان بأم اعينكم ما يحدث في كثير من ارجاء العالم من خراب ودمار وقتل وانتهاك لحقوق الانسان في المناطق التي تجري فيها الحروب وتدور فيها المعارك، وتلك هي كارثة وكوارث وازمات إنسانية مع تبعاتها وانعكاساتها السيئة من هجرة ونزوح وتهجير قسري ونهب واغتصاب.
هناك اذن تختفي فيها نعمة الحياة والوجود.
لذلك بالرغم من اننا نحن رجال الصحافة والاعلام لا نملك الا اقلامنا وافكارنا وحبنا للبشرية جمعاء يجب علينا اذن ان نقول الحق وننشر الخير والفضائل للناس جميعا، وندعو أبناء وطننا الحبيب جميعا الى حب هذا الوطن الغالي العزيز ليعيش التشاديون جميعا في نعمة السلام والعافية وليعرفوا معنى السلام، ولا يكون ذلك الا عبر وحدة النسيج الاجتماعي ووحدة جميع أبناء تشاد باختلاف مكوناتهم القبلية والاثنية واختلافاتهم المذهبية والايديولوجية والفكرية وتوجهاتهم السياسية والجهوية والإقليمية.

اذن تعالوا لنكونوا يدا واحدة
اذن تعالوا لنكونوا يدا واحدة وكتلة واحدة لنصنع بطولات ومجد هذه الامة المجيدة ونسطر تاريخ هذا الشعب العظيم البطل في عصر العلم والتقدم والحضارة والنهضة والازدهار لينعم الجميع بالسلام والسعادة والرفاهية والعافية والامن والاستقرار، حيث ترفرف رايات السلام والعافية، وليس ذلك مستحيلا عندما تختفي رائحة البارود والكراهية والتفرقة.
وأخيرا وليس اخرا فليقف جميع أبناء هذا البلد الوطن العزيز خلف قائدهم قائد هذه السفينة أي قائد سفينة السلام الا وهو الفريق الأول محمد ادريس ديبي اتنو رئيس المرحلة الانتقالية رئيس الجمهورية رأس الدولة حتى يعبر بهذه السفينة الى بر وشواطئ الأمان والسلام، حتى يتمكن من تحقيق وتنفيذ كل تلك المشروعات الطموحة التي تدخل في إطار بناء هذا الوطن العزيز في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والسياسية والأمنية المتمثلة في طموحات وتطلعات الشعب التشادي كافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *