أوراق الخريف
مجان ودلمون تاريخ يسطر بالذهب.!
حلّ حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ضيفا على مملكة البحرين الشقيقة في زيارة رسمية تاريخية لأرض تجمعنا بها علاقات تاريخية راسخة منذ القدم، فالعلاقات بين حضارتي مجان ودلمون تاريخية تليدة وستبقى خالدة وممتدة رمزا للعلاقات الطيبة والوثيقة بين الدول.
فعلاقات الأخوة والتعاون التي تربط سلطنة عمان ومملكة البحرين الشقيقة قديما وحديثا ، ترتكز على دعائم قوية من المحبة الوطيدة التي تشكلت في الماضي وقويت في الحاضر ، ولا تزال نسقًا مميزًا لشكل ومستوى العلاقات بين البلدين وقد نمت وتواصلت في عهد النهضة المباركة في السبعينيات.
وتأتي زيارة جلالة السلطان المعظم للمملكة في إطار زيارة الأخ لأخيه ، وبإذن الله ستثمر الكثير من النتائج المهمة ، لتكون امتدادا لعلاقات الشراكة الناجحة في الماضي، كما تأتي لتوطيد العلاقات الراسخة بين البلدين ، والتي أسسها المغفور لهما – بإذن الله تعالى – جلالة السلطان قابوس بن سعيد ، وجلالة الملك عيسى بن سلمان ـ رحمهما الله ـ القائمة على المحبة والأخوة الصادقة.
وعلاقات عمان والبحرين راسخة ولها طابعها الخاص، فهي تمتد في نسيج اجتماعي وتاريخي ووشائج قربى ممتدة في أعماق الزمن، لذا ازدانت مملكة البحرين وتلألأت كعروس لاستقبال سلطان عمان في مراسم استثنائية أقيمت تقديرا وترحيبا به في أرض يكنّ حكامها وشعبها الحب لسلطنة عمان حكومة وشعبا منذ مئات السنين.
وتحتل مملكة البحرين وقيادتها وشعبها الشقيق منزلة سامية ومكانة عالية في قلوبنا كعمانيين ، نظرا للعلاقات الطيبة والروابط التاريخية ، والتي قامت دائما على الاحترام والتقدير المتبادلين. واليوم تزداد هذه العلاقات متانة وتوافقا في مختلف المجالات.
وجاءت زيارة السلطان هيثم بن طارق المعظم التاريخية إلى البحرين ، ولقاؤه بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتشكل محطة جديدة في العلاقات بين البلدين، ولبنة ستضاف للعلاقات المتجذرة بينهما، ونقلة جديدة في العلاقات العمانية ـ البحرينية وما ستخرج به هذه الزيارة من نتائج ستخدم الشعبين الشقيقين، وهذا هو الأساس لدى قيادتي البلدين.
وهي زيارة تأتي لتوطيد العلاقات الراسخة بين البلدين وبحث ما من شانه الارتقاء باوجه التعاون القائم بينهما وسبل تطويرها بما يخدم مصالحهما ، وهي علاقات تسير بخطى متسارعة وواثقة للامام في مختلف المجالات.
ومملكة البحرين في عهد مليكها الهمام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ـ حفظه الله ـ تسير نحو المجد والازدهار والنماء وتشهد اليوم نموا في مختلف المجالات، ومسقط والمنامة يشكلان عبر التاريخ مركزا تجاريا وحضاريا نشطا تفاعل منذ القدم مع مراكز الحضارة في العالم القديم. واليوم البلدان بفضل القيادتين الحكيمتين يعملان على توثيق وزيادة التعاون بينهما ليعود بالنفع على الشعبين الشقيقين .
ولا شك أننا في عمان نأمل لمملكة البحرين حكومة وشعبا الأمن والأمان والاستقرار والازدهار … ونسأل الله العلي القدير ان يعم الرخاء مملكة البحرين الشقيقة بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي يقود بلاده بحكمة نحو الرفعة والشموخ والانجازات في كل المجالات ، متمنين لمملكة البحرين دوام الرفعة والازدهار .. فبحرين اليوم ليست كالأمس .. وستبقى علاقات مجان ودلمون تاريخية ومتينة .. والله من وراء القصد.
د. أحمد بن سالم