السفارة المغربية: تنظم مأدبة غداء على شرف الصحفيين

نظم السفير المغربي لدى البلاد، عبداللطيف عروجا: بعد ظهر يوم أمس الخميس، مأدبة غداء على شرف مسؤولي وسائل الإعلام العامة والخاصة.

وبهذه المناسبة قدم السفير، كلمة جاء فيها ما نصه:


السيد وزير الاتصال الناطق الرسمي بإسم الحكومة؛
السيد مدير السلطة العليا للإعلام السمعي البصري؛
السادة مديرو النشر؛
السادة رؤساء التحرير؛
السيدات والسادة الصحفيين؛
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، مع حفظ الالقاب

اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل للسيد عزيز محمد صالح، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي تفضل بالحضور معنا في هذا الغداء الودي المنظم على شرف ممثلي وسائل الإعلام التشادية. وإن دلت مشاركة السيد الوزير، للمرة الثانية على التوالي، في هذه المناسبة فإنما تدل على دعمه الشخصي ودعم وزارته لجميع الأنشطة البناءة لصالح وسائل الإعلام التشادية.

فبعد سنة من لقائنا الأخير، الذي عقد في أجواء رياضية عقب كأس العالم قطر 2022، والتي تميزت بالانجاز الكبيرلأسود الأطلس، ها نحن اليوم نجتمع مرة أخرى لكي نجعل من هذا الملتقى موعدا سنويا للتبادل الأخوي والودي.

إن هذه المناسبة لا تشكل نشاطا يندرج في اطار اللياقة والتقاليد الديبلوماسية، بل هي خيار أدافع عنه بصفتي أحد خريجي المعهد العالي للصحافة في المغرب (المعهد العالي للإعلام والاتصال حاليا) له قناعة تامة بأن هناك تكامل كبير بين الدبلوماسية والإعلام.

ونظرا لأهمية هذه العلاقة، أغتنم هذه الفرصة لأقدم لكم السيد المودن آدم، المعين حديثا بسفارة المملكة المغربية بتشاد والمسؤول عن الاتصال والعلاقات مع الصحافة بهذه السفارة.

السيد الوزير، الضيوف الكرام

هذا “الغداء الودي على شرف الصحافة” يتيح لي الفرصة لإطلاع الفاعلين داخل السلطة الرابعة على دينامية التنمية في المملكة المغربية والتي تترجم من خلال مبادرات ومشاريع مهيكلة في المجال الثنائي والمتعدد الاطراف.

ومن هذا المنطلق فقد أدلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بخطاب بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء،وهي ملحمة مجيدة مكنت الأقاليم الجنوبية من العودة إلى الوطن الأم. و اقترج صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في هذا الخطاب “إطلاق مبادرة على المستوى الدولي من أجل تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي”.

وسيمكن هذا التوجه الجيوسياسي الجديد، المغرب من تعزيز رؤيته للتعاون مع دول الساحل من خلال إقامة شراكة استراتيجية من أجل مواجهة التحديات المتعددة الأبعاد التي تواجه فضاء الساحل.

وكما أكد على ذلك على ذلك جلالة الملك ف “الصعوبات والمشاكل التي تواجه دول منطقة الساحل الشقيقة لن يتم حلها بالأبعاد الأمنية والعسكرية فقط؛ بل باعتماد مقاربة تقوم على التعاون والتنمية المشتركة “.

إن مبادرة جلالة الملك تستحق اهتماما خاصا نظرا لكونها تهدف إلى تنمية الواجهة الأطلسية للمملكة المغربية، الممتدة على مسافة 3500 كلم، وإنشاء فضاء أطلسي إفريقي يدمج كل دول القارة المطلة على المحيط؛ وأخيرا، أقتراح تمكين بلدان منطقة الساحل، والتي تشمل تشاد من ممر نحو المحيط الأطلسي.

واعتبارلبعده التاريخي ولحمولته الاستراتيجية، فإن الصحفيين والمثقفين والمحللين وغيرهم من المختصين مدعوون إلى تملك مضمون وأفق الخطاب الملكي ل6 نوفمبر .2023

السيد الوزير، ضيوفنا الأعزاء؛

إن نداء جلالة الملك يجد اساسه في الرؤية الاستراتيجية للمملكة المغربية حول البحر. وفي هذا الصدد، لا بد من التذكير بأن المملكة تولت إطلاق وتتبع مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية (PEAA)، التي تدعى “مسلسل الرباط”.

وتندرج هذه العملية، التي تشمل 23 دولة إفريقية مطلة على المحيط الأطلسي، في إطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى جعل هذه المنطقة فضاءا للحوار والسلام والاستقرار والازدهار.

وستستفيد دول الساحل، بشكل عام وتشاد بشكل خاص، من هذه المبادرة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار انخراطها بشكل مباشر أو غير مباشر، في برنامج العمل لمسلسل الدول الإفريقية الأطلسية (PEAA).

وتتمحور هذه العملية حول ثلاث أولويات، وهي: 1) الحوار السياسي والرهانات الأمنية (مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والقرصنة البحرية، والهجرة غير الشرعية)؛ (2) الاقتصاد الأزرق، والربط البحري والطاقة؛ 3) التنمية المستدامة وحماية البيئة والحفاظ عليها.

السيد الوزير، الضيوف الكرام

كما تعلمون فإن الجغرافيا السياسية تعلمنا أن الواجهات البحرية عبارة عن ركائز لتنمية الدول وازدهار الأمم وانطلاقا من هذه الحتمية يتاكد أهمية تنزيل الاقتراح الملكي الهادف إلى فك العزلة عن منطقة الساحل عبرة الواجهة الاطلسية الى الوجود.

وفي هذا الصدد، أوضح جلالة الملك أن ” نجاح هذه المبادرة، يبقى رهينا بتأهيل البنيات التحتية لدول الساحل، والعمل على ربطها بشبكات النقل والتواصل بمحيطها الإقليمي.” كما يضيف جلالة الملك ” إيمانا منا بأن هذه المبادرة ستشكل تحولا جوهريا في اقتصادها، وفي المنطقة كلها” وإن المغرب مستعد لوضع بنياته التحتية، الطرقية والمينائية والسكك الحديدية، رهن إشارة هذه الدول الشقيقة”.

إن روح المبادرة الملكية لا تقتصر فقط على جعل الربط البحري حلا لمعالجة الأزمات الاقتصادية، بل استراتيجية من شأنها أن تجعل من الساحل الاطلسي مركزا بحريا واعدا للتعاون ولإيجاد الحلول الكفيلة بتحييد جزء كبير من الاشكاليات السياسية والأمنية في منطقة المحيط الأطلسي الإفريقي والشريط الساحلي.

إن المبادرة الملكية، الفريدة من نوعها على المستوى الدولي، لفك العزلة وتنمية دول الساحل من خلال الولوج إلى المحيط الأطلسي، ستسمح لدول الساحل الشقيقة بتفعيل التعاون الثنائي مع المغرب وتقوية شراكتها مع كل من أمريكا الشمالية وامريكا الجنوبية.

إن هذه الرؤية الاستباقية والوجيهة والمتماسكة لجلالة الملك تجسد أيضا الرؤية الملكية التي تجعل من الشراكة والتضامن مع إفريقيا أولوية في السياسة الخارجية المغربية.

وولأجل هذا فإن المنظمات الدولية والجهات والحكومية ووسائل الإعلام والقطاع الخاص والباحثين على المستوى الإقليمي والقاري والدولي مدعوون للمشاركة المكثفة لتنزيل هذا المشروع الملكي الكبير والذي يندرج ضمن مشاريعأخرى مهيكلة التي أطلقها جلالة الملك مثل الطريق السريع (الداخلة – أكادير) الذي يربط وسط وجنوب المغرب بعمقه الإفريقي، وخط أنابيب الغاز المغرب – نيجيريا، وميناء الداخلة الأطلسي.

السيد الوزير، ضيوفنا الأعزاء؛

لا يسعني قبل اختتام مداخلتي إلا الإشادة بالسياسة التي ينهجها الجنرال محمد إدريس ديبي رئيس الفترة الانتقالية، رئيس الجمهورية رئيس الدولة، وبالجهود التي يواصل بذلها لجعل العملية الانتقالية في هذا البلد الشقيق نموذجا ناجحا يحتذى به.

فبفضل مبادراته يعرف المشهد السياسي تطورا واعدا واستقرارا ملحوظا. إن التضامن والتسامح والالتزام الذي أبداه الشعب التشادي وقواه الحية من أجل السلام والتوافق والعيش المشترك تبقى توجها راسخا. فالوفاق والوئام الاجتماعي والإزدهار هو شعار وأساس صمود تشاد وقوة شعبها.

وإنني على قناعة بأن هذه القيم النبيلة والإنسانية الراسخة في أذهان التشاديين ستشكل الركائز اللازمة لحسن تنظيم الاستفتاء المقرر إجراؤه الشهر المقبل وكذلك نجاح الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

لقد تمكنت جمهورية تشاد بقيادة فخامة الفريق أول محمد إدريس ديبي أتنو من بصم تأكيد نجاح الفترة الانتقاليىة.وسيسجل التاريخ أن هذا البلد الشقيق استطاع، رغم الظروف الصعبة والرهانات المعقدة، أن يبدأ حقبة جديدة في تاريخه،عنوانها العودة إلى النظام الدستوري وترسيخ الديمقراطية وتنمية هذا البلد الذي يتوفر على موقع استراتيجي هام تدعمه إمكانيات هائلة على المستوى البشري والطبيعي والاقتصادي

وأخيرا، أود أن أذكر بأن الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين تشكل ضمانة للثقة والإخلاص والشراكة بين بلدينا بهدف الانفتاح والتواصل الدائم بين الفاعلين المغاربة والتشاديين في كافة المجالاتو توثيق أواصر الصداقة والأخوة وتعزيز شراكة “رابح-رابح”.

عاش المغرب، عاشت تشاد، عاشت الصداقة المغربية التشادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *