نص البيان المقدم في المؤتمر الصحفي حول تجدد الأحداث القبلية الدامية في تشاد الذي عقدته ست من التنظيمات المدنية المهتمة بالسلم الاجتماعي وتعزيز التعايش السلمي صباح اليوم الثلاثاء في مركز الدراسات للتنمية والوقاية من التطرف:

نص البيان المقدم في المؤتمر الصحفي حول تجدد الأحداث القبلية الدامية في تشاد الذي عقدته ست من التنظيمات المدنية المهتمة بالسلم الاجتماعي وتعزيز التعايش السلمي صباح اليوم الثلاثاء في مركز الدراسات للتنمية والوقاية من التطرف:

السادة والسيدات 
يطيب لنا أن نرحب بكم أجمل ترحيب في هذا المؤتمر الصحفي الذي تشارك في تنظمه عدة جهات مدنية، وهي:
١.مركز الدراسات من أجل التنمية والوقاية من التطرف.
٢. الهيئة التشادية لفض النزاعات 
٣. الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد 
٤. شبكة منظمات المجتمع المدني لحوض بحيرة تشاد 
٥. دعاة السلام
٦. إطار علماء الاجتماع التشاديين.
فقد تابعنا في هذه المنظمات بقلق شديد وحزن بالغ، تجدد أعمال العنف الطائفي الأهلي، بشكل تصعيدي لم تشهده تشاد من قبل بين المجتمعات التي عاشت في وئام تام.
من الجنوب إلى الشمال، من الشرق إلى الغرب، اشتعلت النيران في البلاد وبدأت تغرق في هذا المستنقع الجديد للعنف القبلي.
بعد كيابي، في جنوب البلاد، أصبحت اليوم الأحداث الدموية والمأساوية ذات الطبيعة القبلية بين المزارعين والبدو، والتي وقعت في وسط البلاد، وبشكل أكثر تحديدًا حول مانغالمي، والتي أودت بحياة العشرات من السكان. المواطنين على كلا الجانبين.
إننا في هذه المنظمات ندين ونستنكر جميع أنواع العنف بين أبناء الوطن، ونناشد كل الأطراف للهدوء وضبط النفس والعودة إلى الحياة الطبيعية والتعايش السلمي بين جميع المكونات الاجتماعية، لاسيما في هذه المنطقة الوسطى التي عرفت منذ القدم بالتمازج والانصهار بين مختلف القبائل التشادية.

كما نناشد السلطات الرسمية المختصة في الدولة بذل المزيد من الجهود من أجل حفظ الأمن والاستقرار ومعاقبة الجناة والمحرضين على الفتن وزعزعة الاستقرار، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وتقديم كل المتورطين في هذه الجرائم إلى العدالة. 
بالإضافة إلى معالجة الأسباب التي تؤدي دائما إلى النزاع بين المزارعين والرحل من خلال وضع علامات واضحة تفصل بين الأماكن المخصصة للزراعة والأماكن المخصصة لمرور الرعاة وأماكن نزولهم للرعي، مع وضع قوانين رادعة لمعالجة حالات الاعتداء التي تقع بين الجانبين.
كما أن تكرار هذه الأحداث والنزاعات القبلية في عدد من أقاليم البلاد يدل على احتمال وجود مخطط من جهات ما لزرع الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد،  مما يفرض على الجهات الأمنية أن تكون في منتهى اليقظة والحذر لمعرفة هذه المخططات.
وتنتهز المنظمات المدنية المشاركة في هذا المؤتمر الصحفي هذه الفرصة لتناشد جميع أبناء الوطن عبر مؤسساتهم المختلفة لمناقشة هذه الأحداث بجدية وموضوعية وحيادية من أجل وضع أسس ثابتة وآليات عملية لمعالجة هذه المشاكل الاجتماعية لضمان اكتمال المصالحة الوطنية بين جميع المواطنين .
وفي هذا الصدد نقترح إنشاء هيئة وطنية عليا مختصة بمعالجة النزاعات الأهلية ووضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة لها مع متابعتها بالتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع،  حتى يعم الأمن والسلام والاستقرار جميع ربوع بلادنا الحبيبة.
وكخطوة عملية من جانبنا في المنظمات المدنية المشاركة في هذا المؤتمر نود أن نعلن عن إطلاق مشروع توعوي ميداني بعنوان: (قافلة السلام) بهدف النزول إلى الميدان والتواصل مع الأهالي للتوعية بأهمية السلام والعيش المشترك بين جميع مكونات الشعب التشادي، حيث بدأت التحضيرات له في بداية هذا الأسبوع، وننتهز هذه الفرصة لتقديم الدعوة لكل الجهات والقوى الوطنية الحية المحبة للسلام للمشاركة الفاعلة في هذا المشروع: قافلة السلام. 
وختاما نتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى أهالي الضحايا من الجانبين سائلين الله تعالى أن يغفر للموتى ويتجاوز عن سيئاتهم ويدخلهم فسيح جناته، وأن يشفي الجرحى، ويهدي الجميع لما فيه الخير والصلاح للوطن والمواطنين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
حرر في انجمينا بتاريخ: 4 أكتوبر 2022م. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *