أوراق الخريف
طوفان الأقصى إما الانتصار أو السلام:
سلام لأرض سعدت بزيارتها مرتين ، وتشرفت بالصلاة في مسجد الأقصى ، ثالث الحرمين، حيث قال عليه الصلاة والسلام :”لا تشد الرحال الا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى” أرض خلقت للأديان والسلام والتسامح أرض الشرفاء والجبابرة والمرابطين الصادقين في مواقفهم.
لذا ستظل القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى ، وقضية المسلمين ، وقضية أصحاب الحق والعدل والحقوق المشروعة ، وستحظى على الدوام بدعم شعبي من كافة الأقطار العربية والإسلامية والأحرار الشرفاء في بقاع العالم.
فلسطين قضية شعب سلبت أرضه ، واختطف بغطاء ممن يدعي الديمقراطية والإنسانية والعدالة ، ومن أسس الأمم المتحدة واستخدم حق النقض الفيتو ضد كل قرار يخص القضية ، فأي عدالة وأي مجلس أمن ، وعن أي قرار تتحدثون.؟.
الشعب الفلسطيني سيقرر مصيره بنضاله المشرف، وإقامة دولته المستقلة، وبالتالي نحن داعمون ومساندون لهم حتى تحرر بلادهم وينالوا حقوقهم في العيش والسلم ، فالنضال من أجل حقوقهم وحريتهم ليس إرهابا او ضد الشرعية وقرارتها الدولية.
بينما نجد الولايات المتحدة وحلفاءها ، تقرر دعم اسرائيل ، وتتهم الشعب المناضل من أجل الحرية والتحرير بأنه إرهابي ، وهذا ليس بغريب عليهم ، فعلى الدول التي تقف متفرجة في مشهد دراماتيكي أن تتحرك لوقف المجزرة الصهيونية على أهل غزة وفلسطين وعلى الأطفال والنساء والمدنيين.
فالسابع من أكتوبر 2023 سيبقى في ذاكره الإسرائيليين ، وفي تاريخ اليهود فقد قدمت المقاومة الفلسطينية درسا للجيش والاستخبارات اليهودية ، وكما اكد جلالة السلطان المعظم فإن سلطنة عمان تتضامن مع الشعب الفلسطيني وتدعم الجهود الداعية لوقف التصعيد والهجمات التي تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والخراب ، لذا فعلى إسرائيل الاستجابة لهذه المبادرات ومبادرة السلام العربية ولقرارات مجلس الأمن وغيرها ، لأنها لن تستطيع العيش في أمان مادام هناك احتلال وقتل واستيطان ، فالمعارك الحالية والقادمة ستكون ضارية والطلقات ستصيب أهدافها.
ونقول لكل الداعمين لاسرائيل ، لايمكن إحلال السلام دون إقامة دولة فلسطين على أراضيهم ، فعلى المجتمع الدولي العمل على إيقاف هذا التصعيد وعدم الكيل بمكيالين وإيجاد دولة قابلة للحياة ، ومن ثم يمكن التطبيع مع إسرائيل لتكون جزءا لا يتجزأ من دول المنطقة ، سعيا لطي صفحة الصراعات والخلافات والحروب.
فعملية ” طوفان الأقصى” لن تكون هي البداية ولا النهاية ، بل هي رسالة قوية وجهت من شعب لا يخاف الموت او الشهادة ، بل مستمرون في واجبهم المقدس وعقيدتهم التي تدرس للأجيال جيلا بعد جيل بأن اسرائيل شعب محتل.!.
فالجيش الذي لايقهر ، والمخابرات التي لا تهتز ، أسقطها “طوفان” شباب لا يملك شيئا سوى القليل والقليل من الأسلحة واستطاع كسر كل الحواجز ولقن تل أبيب درسا لا ينسى ، والغطرسة الإسرائيلية لا بد لها من نهاية ، طال الزمن او قصر، لان فلسطين ليست قطعة من الأرض، بل هي مدينة مقدسة ، ومهبط الديانات الثلاث ، ورمز الحرية والكرامة والشرف.
وكما اعتبرت الصحف الإسرائيلية “طوفان الأقصى” بمثابة الزلزال ، فنحن نقول لهم هناك تسونامي في الطريق ، اذا لم تستجب الحكومة الإسرائيلية والأمريكية لدعوات السلام المتكررة ووضع الحل العادل والشامل من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فالمعركة الحالية نقطة تحول حقيقية ، والدول العربية اليوم أمام مسؤولية تاريخية لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته ينبغي أن تكون هي قضيتهم الاولى ، نسأل الله الثبات والنصر لإخواننا في فلسطين ، اللهم كن لهم عونا وناصرا في كل معركة حتى ينالوا مرادهم وتتحقق العدالة والتحرير.. والله من وراء القصد.
د. احمد بن سالم باتميرا
كاتب عماني
batamira@hotmail.com