نظمت “صباح اليوم الأربعاء 13 سبتمبر 2023/ بفندق الصداقة” سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بتشاد: الملتقى الترويجي لمؤتمر الأطراف COP28 بالتعاون مع وزارة البيئة والصيد والتنمية المستدامة، ووزارة الشباب والرياضة والترفيه وريادة الأعمال.. تمهيداً للمؤتمر الذي سيركز على نتائج الدورة السابعة والعشرين COP27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ المنعقد بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في الفترة من 7 – 18 نوفمبر 2022، وما تم تحقيقها من نتائج.
بالإضافة الى إعادة النظر في بعض القضايا الحاسمة فيما يتعلق بالحالة المناخية، وتحقيقا لأهداف إتفاقية باريس عام 2015 بشأن الإلتزام تجاه العمل المناخي.
جرت فعاليات الملتقى وسط حضور وزير البيئة والصيد والتنمية المستدامة محمد هنو، ووزير الشباب والرياضة والترفيه وريادة الأعمال بتالي جيو، وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى تشاد سعادة راشد سعيد الشامسي، والمندوبة العامة لدى بلدية انجمينا أمينة كوجيانا، وعمدة بلدية أنجمينا فاطمة الزهراء حنانة دوقا، وسلطان مدينة أنجمينا محمد كاشلا كاسر، إلى جانب بعض من أعضاء الحكومة، والمستشارين، وعدد من السفراء، وممثلي البعثات الدبلوماسية، والمؤسسات الكبرى المعتمدة لدى البلاد، وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تشاد السيد كامل كمال الدين، فضلا عن المدعوين.
قدمت العديد من الكلمات أبرزها كلمة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى تشاد سعادة راشد سعيد الشامسي: لدى افتتاحه لأعمال ملتقى الترويج لقمة الأطراف الثامنة والعشرين، قدم في بداية كلمته أحر التعازي إلى الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية بما فيها ليبيا والمغرب.
وقال إن هذا المؤتمر يأتي في وقت يعاني فيه العالم أجمع من تحديات كبيرة جراء التغير المناخي في كافة قارات العالم ، وستمثل هذه القمة فرصة ثمينة للبشرية من أجل توافق الآراء والعودة إلى المسار الصحيح في العمل المناخي، واحراز تقدم ملموس في الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تقادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، ومواصلة الالتزام بأهداف وطموحات اتفاق باريس.
وأردف سعادة السفير: يحتاج العالم إلى إجراء تصحيح جذري لمسار العمل المناخي، حيث يسعى COP28 إلى تحقيق ذلك، ويلتزم بجمع العالم من أجل الاتحاد والعمل والانجاز، ولذا فقد حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة عبر رئاسة COP28 إلى أن تكون هذه النسخة من المؤتمر نقطة تحول جذرية نحو إيجاد حلول حقيقية وغير تقليدية، وضمان العمل المشترك، لاتخاذ إجراءات فعالة وحاسمة، تؤدي إلى نتائج تحقق تطورا جوهريا، لأن نتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقية باريس، توضح أن العالم لازال بعيدا عن المسار الصحيح للسيطرة على الاحتباس الحراري، واستجابة لتلك النتائج، فإننا جميعاً تحتاج وبشكل عاجل إلى خطة عمل طموحة وجريئة تحتوي الجميع.
ثم سرد الشامسي: مجمل ما سيركز عليه مؤتمر الأطراف COP28 في سعيه لتحقيق نتائج ملموسة على أربع ركائز أساسية وهي:
أولا: تسريع تحقيق انتقال مسؤول ومنطقي وعملي وعادل في قطاع الطاقة، فقد أكد تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بضرورة خفض الانبعاثات بنسبة 43 % في السنوات السبع المقبلة، من أجل الحفاظ على هدف إمكانية تحقيق تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، حيث أن الخطوات التدريجية التي تم اتخاذها حتى الآن لمعالجة أزمة المناخ لا تلبي الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات سريعة في الوقت الحالي.
ويدعو مؤتمر الأطراف COP28 الجميع إلى التخلي عن الأساليب التقليدية المعتادة، والعمل على الخفض التدريجي لاستخدام الوقود التقليدي، بشكل مسؤول وعملي ومدروس، والتركيز على بناء منظومة طاقة مستقبلية خالية من الوفود الاحفوري، بالتزامن مع تسريع خفض انبعاثات مصادر الطاقة الحالية، وذلك عبر عقد شراكات مع الحكومات في جميع أنحاء العالم، لمضاعفة كفاءة الطاقة وزيادة القدرة الإنتاجية المتجددة ثلاث مرات إلى 11.000 ميغاواط، ومضاعفة انتاج الهيدروجين إلى 180 مليون طن سنويا بحلول عام 2030 كما سيتم دعوة شركات النقط الدولية والوطنية لخفض انبعاثات المينان إلى الصفر بحلول عام 2023، وذلك بالتزامن مع السعي لتحقيق الحياد المناحي بحلول 2025، أو قبل ذلك.
ثانيا: تطوير آليات التمويل المناخي، عبر تطوير جذري وشامل، والعمل على تحفيز المؤسسات التمويلية، من أجل توفير التمويل الميسر اللازم، وسيعمل COP28 مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وتحالف غلاسكو المالي، من أجل صافي انبعاثات صفري لتعزيز إمكانيات أسواق رأس المال، وتوحيد أسواق الكربون الطوعية، وتحفيز وجذب التمويل من القطاع الخاص ومضاعفته، كما سيتم العمل مع فريق الخبراء رفيع المستوى التابع لمجموعة العشرين لتصميم مسار للمضي قدما في إجراء التطوير المطلوب، بحيث تتناسب آليات التمويل مع معطيات القرن الحادي والعشرين ، كما سيجدد المؤتمر دعوة جميع الدول المانحة للوفاء بتعهد توفير 100 مليار دولار من التمويل المناخي خلال العام الجاري.
ثالثا: تركيز جهود التكيف على البشر، وتحسين الحياة وسبل العيش، عن طريق توحيد الجهود لمضاعفة التمويل المخصص للتكيف بحلول عام 2025، وضمان تجدید موارد الصندوق الأخضر للمناخ، وضمان التفعيل الكامل لصندوق معالجة الخسائر والأضرار واجراءات تمويله، وسيقوم مؤتمر الأطراف بدعوة الحكومات للمشاركة في منتدى رفيع المستوى للأعمال التجارية والخيرية خلال قمة قادة العمل في COP28، بهدف البناء على ما أقرته ” قمة الميثاق المالي العالمي الجديد في باريس ” في شهر يونيو الماضي، وذلك لتحقيق التقدم المنشود في أجندة التموين، كما سيتم وضع حماية الأرواح وتحسين سبل العيش في صميم العمل المناخي، والمرونة ضمن إطار شامل وحاسم لتحقيق الهدف العالمي بشأن التكيف، كما سيتم دعوة جميع الحكومات إلى دمج خططها الوطنية للتطوير الشامل للنظم الغذائية في كل من مساهماتها المحددة وطنيا ، وخططها الخاصة بالتكيف، وللمرة الأولى سيتم دعوة الحكومات للمشاركة في اجتماع وزاري للمناخ والصحة، حيث سيكون أول مؤتمر يخصص في برنامجه يوماً للصحة، وسيتم عقد الاجتماع بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وجمهورية ألمانيا الاتحادية، وجمهورية كينيا، والمملكة المتحدة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة، وجمهورية البرازيل الاتحادية وجمهورية فيجي.
رابعا: ضمان احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر، حيث يحرص COP28 على ضمان أن يكون أكثر دورات مؤتمر الأطراف احتواء للجميع، ولتحقيق ذلك ستقوم رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف بما يلي: استضافة عدد كبير من رؤساء البلديات وقادة المجتمعات المحلية من شتى انحاء العالم، لاستعراض الجهود الرائدة للمدن المستدامة ضمن أجندة فعاليات COP28 تخصيص جناح للشعوب الأصلية التي تشكل نسبة 6 % من سكان العالم، ويعود الفضل إليهم في حماية 08 % من التنوع البيولوجي العالمي، إنشاء برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ وهو البرنامج الأكبر من نوعه، لضمان تمثيل أفضل للشباب على طاولة المفاوضات، خاصة من البلدان الأقل نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية.
وأضاف: تتحمل البلدان الأقل نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية العبء الأكبر من تغير المناخ على الرغم من مساهمتها الطفيفة في ظاهرة الاحتباس الحراري، فقارة إفريقيا تواجه عبثا ثقيلا من آثار المناخ، على الرغم من كونها مسؤولة فقط عن 2 إلى 3 % من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، الا أن دول القارة الافريقية تعتبر من أكثر الدول تأثرا جراء ذلك، فقد أدت الآثار المرتبطة بالجفاف في الخمسين سنة الماضية إلى نصف مليون ضحية، وخسائر اقتصادية تزيد عن 70 مليار دولار أمريكي، وفي عام 2022 وحده، تسببت الفيضانات الناجمة عن الأمطار في نزوح مليون ونصف شخص من ليجريا واثرت على العديد من البلدان في دول غرب افريقيا، وترجح التقارير بأنه بحلول عام 2050، يمكن أن تؤدي التأثيرات المناخية إلى خسائر سنوية قدرها 50 مليار دولار أمريكي للدول الأفريقية، حيث يوجد في أفريقيا وحدها 6 دول من الدول الجزرية الصغيرة النامية و33 من أقل البلدان نموا وبناء على هذه المعطيات واستشعارا من دولة الإمارات بمعاناة دول القارة الأفريقية من آثار التغير المناخي فقد أعلن الدكتور سلطان الجابر الرئيس المعين لقمة COP28، خلال مشاركته في قمة المناخ الأفريقية الأولى بالشراكة مع مفوضية الاتحاد الأفريقي التي عقدت في نيروبي عن مبادرة من دولة الإمارات للتمويل في مجال الطاقة النظيفة بالشراكة مع مجموعة أفريقيا 50 بقيمة 16.5 مليار درهم ( 4.5 مليار دولار ) لدعم مشروعات الطاقة النظيفة في أنحاء القارة ، وذلك تماشيا مع رؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات.
أما معالي وزير البيئة والصيد والتنمية المستدامة محمد هنو: قال بأن هذا الملتقى جاء تمهيدا لتنظيم مؤتمر الأطراف في دبي حول تغيير المناخ في العالم من أجل النظر في نتائج المؤتمرات خلال السنوات الماضية وما تم إنجازه من مخرجات من أجل اتخاذ قرارات بشأن مواجهة عواقب آثار تغير المناخ.
وزاد مؤكدا: فتح مجال للمجتمعات المدنية المعنية بالأمر لوضع النقاط الأساسية التي تسهم في تقليل عواقب التغيرات المناخية لعرضها في المؤتمر المزمع عقده في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة.
كما ثمن وزير الشباب والرياضة والترفيه وريادة الأعمال بتالي جيو: جهود دولة الامارات عبر سفارتها.. على العمل لتخفيف حدة الآثار الناجمة عن تغير المناخ من خلال الآليات التي ستطرح في المؤتمر وكذا الدول المشاركة في هذا الحدث.
الجدير بالذكر سيقام مؤتمر الأطراف في دورته الثامنة والعشرين COP28 في مدينة دبي إكسبو بدولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023.
تقرير: مريومة إدريس عمر