العلاقات الخليجية الإيرانية هل وصلت إلى مرحلة إزالة الشكوك؟

العلاقات الخليجية الإيرانية هل وصلت إلى مرحلة إزالة الشكوك .

لوحظ في الآونة الأخيرة تحسن كبير في العلاقات بين دول الخليج العربي وايران إلى درجة إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية عملاق العالم العربي الإسلامي وتبادل للزيارات على أعلى المستويات وتم تثمين ذلك التحسن من قبل الدول المشاركة في القمم العربية الإسلامية الأخيرة في مدينة جدة والقمة الخليجية الاسيا الوسطية وكانت الإشادة بهذا الأمر واسعة في دائرة الأمة الإسلامية السنية في العالم ولكن هل هذه الخطوة تصل إلى مستوى تحقيق الأمور الهامة في الحياة الدينية و المذهبية والثقافية و السياسية و الأمنية للدول الخليج العربي خاصة والمسلمون السنة في العالم عامة والتي كانت سببا لتعكير الأجواء بين العالم العربي الإسلامي وايران الا هي :
١/هل تتخلي إيران عن اسلوب العلاقات الدبلوماسية التحاورية بإستخدام لغة الخشب مع العالم العربي والإسلامي إلى علالاقات استراتيجية عميقة وشفافة ترمي إلى الاندماج والتكامل الاقتصادي والتصنعي مع الدول الاعضاء في مجلس الخليج العربي ثم مع باقي الدول العربية والإسلامية؟
٢ / هل تتخلي إيران عن الطائفية والإصرار على تصدير المذهبية إلى العالم الإسلامي كافة الذي تسبب في أحداث القلاقل كما حدث في عملاق أفريقيا نيجيريا حركة الزاكزاكي والحروب التي ادت الى قتل مئات الألوف وتشريد الملايين وتدمير شامل للبنية التحتية ومباني اعمارها ٤٠٠٠ عام تمثل قدم الحضارة العربية في جزيرة العرب ومباني تراثية ليس لها شبيه في العالم ( الشبام) في اليمن السعيد دار الحكمة بشهادة الصادق الأمين النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
٣/ هل تخلي عن الاطماع الجغرافية في الخليج
٤ / هل تتخلي عن ممارسة الضغط الطائفي على الاقلية السنية في كردستان وبلوجستان وعربستان ( الاهواز العربية) والسماح للسنة ببناء مساجد في طهران عاصمة إيران التي هي خالية من مسجد واحد إلى اللحظة بعكس الاقليات الشيعية في الدول السنية حيث توجد بين حسينية وحسينية حسينية أخرى .
٥ / هل تنسحب ايران من الأراضي العربية المتمثلة في جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي استولت عليها إيران في عام ١٩٧١ على قاعدة المقترح البريطاني الظالم للعرب في عام ١٩٦٨ م وهنا اذكر لكم قصة قصيرة حدثت لي في ايران
و في عام ١٩٨٩ كنت في إيران لحضور مؤتمر للاديان فسالني احد الإيرانيين من وزارة الخارجية الإيرانية ما رأيي في جزر طنب الكبرى والصغرى وابو موسى فقلت له هي جزر اماراتية فقال لي انتم جانبكم الصواب لضعف معرفتكم بتاريخ الخليج الفارسي وانا طرحت عليه سؤالا قائلا له ما معنى كلمة طنب في اللغة الفارسية فقال لا يعرف فأنا قلت له معنى كلمة طنب بالغة العربية هو الحبل الذي يربط الخيمة بالسرادق
فطنب هنا هو حبل من حبال خيمة إمارة رأس الخيمة في الإمارات العربية المتحدة الذي سرقته إيران فرد علي قائلا ( اسود وسخ لا تتفلسف انت أتيت لمؤتر ولم تأت للوقوف إلى جانب العرب جرب فقلت له لا تقل الأدب انت لا تتحمل وقوف ٦٠٠ مليون مسلم سني في إفريقيا الى جانب الإمارات العربية المتحدة والعربي الذي انت وصفته بالجربان لو سحب منكم حروفه الهجائية فتصبحون انتم صما بكما وعميا فغادرت بلاد الفارس قبل الموعد
ولكي يعم الأمن والاستقرار والتعايش السلمي ومكافحة التطرف والإرهاب و أحداث في المنطقة التكامل الأمني والسياسي والاقتصادي والتقني والثقافي والاجتماعي وتحقيق شراكات بينية حقيقة بعيدة عن التاثيرات والضغوط الخارجية وتوحيد الرؤي والمواقف تجاه القضية الفلسطينية والتخلص من الفتن والحروب في الشرق الأوسط وباقي أجزاء العالم العربي الإسلامي يجب على إيران ان تراجع ما أشرت اليه أعلاه وهو ليس بمستحيل
واخذ إيران بعين الاعتبار تلك العوامل التي انا أشرت إليها تزيل كل الشكوك ومخاوف الدول العربية الإسلامية السنية وتزيل كل الحواجز النفسية بين الفريقين وتسهل مهمة الاندماج الحقيقي لإيران في المنظومة السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية والامنية والاعلامية والتعليمية والثقافية وحتى اللغوية للدائرة السنية وقلت حتى اللغوية لان العربية هي لغة المسلمين االاقوى والااكبر والاغنى بالفرد المعتمدة في الأمم المتحدة فضلا من كونها لغة القران الكريم الذي اعطاها صفة وشرعية بانها لغة كل مسلم في العالم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا ان العربية اللسان) وذلك يعزز مهمة المقترحات الرامية إلى :
— انشاء سوق إسلامية مشتركة
— عملة إسلامية واحدة
— جيش دفاع عن الدول العربية والإسلامية في حالة العدوان الخارجي وجيش ردع المعتدي على الصعيد الداخلي للدول العربية الإسلامية( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما وان بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفي إلى امر الله فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين) سورة الحجرات ٩ ومن الأمور التي تعيد الثقة بين الفريقين بصورة اسرع :
١- انسحاب إيران من الجزر العربية
٢- الاعتراف بالحكومة الشرعية في اليمن والكف عن دعم الحوثيين الذين نسبتهم ٤% من سكان اليمن وذلك لا يضر بحضور الشعي في اليمن وهم كانوا حكاام اليمن لمدد طويلة .
٣-الكف عن تزكية نار الطائفية في لبنان وترك اللبنانيين في تعيين رئيس لهم بالرغم من طائفية بعض مواد دستور اللبناني فيما يتعلق بتوزيع المناصب السيادية مثل اشتراط ان يكون رئيس الجمهورية مسيحي ماروني إلى آخره
٤-الكف عن تزكية نار الطائفية في العراق العظيم وبقائها في محيطها العربي
٥-حذف مادة الفتوة والتدريبات العسكرية من مقررات الحوزات العلمية المنتشرة في ٥١ دولة أفريقية من ٥٤ دولة والتلاميذ او الطلبة يرددون في التمام الصباحي العبارات ( الله اكبر خميتي رهبار ) وعصائب حمراء في جباههم ويضربون بأيديهم في صدورهم بصورة مدوية تصم الأذان ومن تلك الحوزات خرجت المجموعات التي واجهت الحكومة النيجيرة عدة مرات في شوارع كبريات المدن في نيجيريا الاتحادية وقيام إيران بكذا مبادرة هي تنصب في مصلحة إيران ودول المنطقة والعالم الإسلامي في كل مكان وزمان وكما ان قيام إيران بمثل تلك الخطوة تجلب السلام والاستقرار إلى المنطقة وتجعلها قادرة على الاستفادة من ثرواتها الطبيعية الضخمة المتنوعة وهي تمتلك ايضا ٦٤% من مصادر الطاقة في العالم وهي كفيلة بطرد الفقر الذي يعشش في العالم العربي الإسلامي بالرغم من وجود تلك الموارد المتاحة وبعد هذا الانفتاح الكبير على إيران من قبل الدول الخليجية والعربية الإسلامية في العالم حرين بايران إزالة المنغصات وتصحيح اخطائها التي وردت في معرض المقال وتقديم ما يؤكد حسن نواياها تجاه العالم السني عامة و دول الخليج خاصة وطنب الكبرى والصغرى يجب أن تعودا إلى موضعيهما في خيمة رأس الخيمة العربية و جزيرة موسى العربية يجب أن تعود إلى رحاب الشارقة المشرقة السخية.
وتشجعي يا إيران و صححي الأخطاء حتى التاريخية منها من إسماعيل الصفوي(١٤٨٧ –١٥٢٤) ومرورا بالشاه رضا بهلوي وانتهاء بعهد الثورة الإيرانية من عام ١٩٧٩م الى اليوم.
ان الحرص على حفظ السلام الدائم واحترام الانسان وحقوقه والتسامح والتعايش السلمي مع دول الجوار افضل و افيد وانبل من روح الطمع والهيمنة والسيطرة على الآخرين لان تلك نتائجها تكون وخيمة اكثر على صاحبها قبل الآخرين ولنا مثل في فرعون والنمرود او نبوخذ نصر والالكسندر فيليب المكدوني ومشركي قريش في موقع بدر وشيسرون و جنكيز خان وهلاكو ونابليون و هتلر و فرنسا في الجزائر وفيتنام والولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام وإيطاليا في إثيوبيا في معركة عدوة الشهيرة وبريطانيا في السودان على يد الإمام محمد احمد المهدي.
السلام خير مطلق والحرب شر مطلق يجب تجنبها بأي ثمن ووسيلة ما لم نك مضطرين إليها مدافعين عن النفس لردع عدوان غاشم
( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) سورة البقرة ١٩٠

الدكتور حقار محمد أحمد رئيس المركز الثقافي للبحوث والدراسات الأفريقية والعربية بتشاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *