سيدتي وزيرة الدَّولة للشُّؤون الخارجيَّة
السَّيدات والسَّادة أعضاء الحكومة
السَّيدات والسَّادة أعضاء المجلس الوطني الانتقالي
السَّيدات والسَّادة السُّلطات العسكريَّة
السَّيدات والسَّادة ممثلو الطَّوائف الدِّينيَّة
الزُّملاء في السَّلك الدُّبلوماسي والمنظمات الدولية
إخواني وأخواتي ممثلو الطوائف والزُّعماء التَّقليديون والمجتمع المدني.
الضُّيوف الأعزاء… شكراً لكم ومرحبا بكم.
إن وجودكم هنا يُشرِّف الولايات المتَّحدة وسفارتنا ويُشرفُني أنا.
يتقاسم الأمريكيون جميعاً هنا اللَّيلة تجربة واحدة. عندما نعود إلى الوطن، يسأل أصدقاؤنا وعائلاتنا دائماً نفس السُّؤال:
كيف تبدو الحيَّاة في تشاد؟
إنَّه سؤال مفتوح بألف إجابة مختلفة، ولكن له تأثير يُجبرنا على تعلَّم كيفيَّة تحديد جوهر تجربتنا كأميركيين في هذا البلد.
أنا متفائل بطبيعتي، وأنا أمثِّلُ أمة متفائلة، ولذا فإنَّني آخذ السُّؤال على أنَّه “أخبرنا بما يعجبك في تشاد؟”
وإجابتي هي نفسها دائماً…
أوَّل عمل رسمي لأي سفير جديد هو تقديم أوراق اعتماده إلى رئيس الدَّولة، وهو حفل يقدِّم فيه السَّفير نفسه ويقرُّ بأنَّه ضيف في دولة أجنبيَّة، وبعد ذلك يتم التَّرحيب به وشكره وتشجيعه على الخروج والتَّعرف على أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
في حالتي، أقمت المئات من هذه الاحتفالات في العام الذي قضيته في تشاد لمجرد أنَّني كلما قابلت تشاديين، أقدم نفسي؛ أقرُّ بأنَّني زائر في منزلهم؛ أنا أحترم القيادة، وأطلب الإذن للقيام بعملي.
من الرئيس الانتقالي إلى أبعد قرية في تشاد، تلقيت دائمًا نفس الاستجابة … “أنتم في داركم” بعد ذلك، كنتُ أُعامل دائماً كضيف شرف. لقد كنتُ في الشَّمال، والجنوب، والشَّرق، والغرب. مع المسلمين والمسيحيين … الأغنياء والفقراء … الفلاحون والرُّعاة … الأقوياء والضُّعفاء …
في كل حالة، اكتشفت أنَّ أيَّاً كان الاحترام والصَّداقة اللذان أتواصل بهما تَردَّان إليَّ بعشرة أضعاف القوة.
هذا ما يعنيه العيش في تشاد. يتم التَّعامل معنا كضيوف شرف، مع جميع الامتيازات والمسؤوليات التي تنطوي عليها.
خلال العام الماضي، أصبحتُ أحبُّ تشاد – والأهم من ذلك – لقد أصبحتُّ أحترم الشَّعب التَّشادي بعمق.
ما يميز تشاد بالنِّسبة لي هو مدى صعوبة عمل معظم النَّاس. مع الاعتذار لزملائي من طراز ” ڤى ويت” (V-8s) وكثير منهم يعملون بجد أيضاً – أنا لا أتحدثُ عن قبيلتنا.
أعني الـ 85 بالمائة من التَّشاديين الذين يعيشون تحت خط الفقر، أولئك الذين يكسبون أقلَّ من خمس دولارات في اليوم.
أعني الشَّباب في ماو الذين يصنعون الطُّوب من الطِّين الأبيض المميز.
النَّساء في سار اللائي يخضنَ عبر نهر شاري بأكياس من الفحم على رؤوسهن؛
الأولاد الذين يتتبعون قطعان الإبل لمسافة 20 كيلومتراً في اليوم بين قوي وآتي؛
النِّساء في وادَّاي اللاتي يعتنين بحدائق مطابخهنَّ ويأخذنَ منتجاتهنَّ إلى السُّوق؛
الشَّباب الذين يغسلون الأبسطة والملابس على ضفاف نهر شاري؛
الشَّبان الذين يجرفون النَّطرون في شاحنات في فايا؛
الرجال، الذين هم مثل والدي، الذين يكسبون لقمة العيش من على الماء والنِّساء اللائي يبعنَّ السَّمك في السُّوق؛
وفوق كل شيء، الأشخاص الأكثر جديَّة في تشاد … أمهاتكم، أمهاتنا، اللواتي يعملن طوال اليوم، ولكن أيضاً بطريقة ما يجدن الوقت والطَّاقة لإطعام أطفالهن بالإضافة إلى أي شخص آخر يظهر جائعاً.
إن التَّحدي الأساسي الذي أراه في تشاد هو أن البلد لا يكافئ أكثر الأشخاص الذين يعملون بجد. إنَّ تشاد التي نرغب جميعاً في رؤيتها، ستحدث عندما ينضم إلينا كل هؤلاء الأشخاص المجتهدين بصفتهم “ڤى ويت”.
على الرُّغم من أنَّني كنت بعيداً خلال الأسابيع الثَّلاثة الماضيَّة، إلا أن تشاد كانت في ذهني وأنا أسير على الأرض المقدسة في ليكسينغتون، ماساتشوستس، حيث حمل الرُّعايا البريطانيون – الأمريكيون المستقبليون – السِّلاح ضد ملكهم وأطلقوا “الطَّلقات التي سمعت حولها العالم.”
كلَّما تابعت خطى الثَّورة الأمريكيَّة، عاد عقلي إلى الوطن في تشاد، وتحديداً في ماندول. ما يوحِّد الوطنيين في بوسطن مع نظرائهم في ماندول، هو ما أدانه أسلافي الأمريكيون باعتباره “ضرائب بدون تمثيل”.
قبل أن تكون هناك الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة أو جمهوريَّة تشاد، كان هناك أناس شجعان قالوا إنَّه لا يمكن حكمهم إلا بموافقتهم. قالت كلتا المجموعتين من الناس من خلال الأقوال والأفعال أنَّه إذا كان من المتوقع أن يدفعوا الضَّرائب، فلهم الحق في رؤية ثمار عملهم في العمل في مجتمعاتهم ومن أجل رفاهيَّة أسرهم.
لقد رفضوا حق الحكومات البعيدة في اتخاذ قرارات تؤثر عليهم دون أن يكون لهم مقعد على الطَّاولة.
إنَّ الدِّيمقراطيَّة في تشاد كما هي في الولايات المتَّحدة، تقوم على الفكرة الثَّوريَّة – إنَّها تحت التَّهديد دائماً، ولكنها لا تنقرض أبداً – وهي أن الحكومات تخدم شعوبها، ولا تفعل ذلك إلا بموافقتها. هذا هو – نعتقد – أنَّ نجم الشمال العالمي؛ نقطة ثابتة في سماء الليل ترشدنا سواء كنا نتحرك في الاتجاه الصحيح أو ننحرف.
أنَّني أرفض – ونرفض – الفكرة القائلة بأنَّ تشاد ليست بحاجة إلى ديمقراطيَّة كاملة، أو أنَّها بطريقة ما ليست جاهزة للديمقراطيَّة الكاملة. بالإضافة إلى كوننا متفائلين، لدينا أيضاً جانب عملي. سيطر رجال مسلحون على جمهورية تشاد منذ الاستقلال وكانت في شكل من أشكال التَّمرد منذ العام الذي سبق ولادتي. النَّتائج واضحة. تشاد هي واحدة من أفقر دول العالم، وهي أفقر بكثير مما ينبغي أنُ تُمنح موهبة وصناعة شعبها. أعتقد أن تشاد يمكنها أن تفعل ما هو أفضل.
وقف رئيسنا السَّادس عشر (الـ 16)، المحرِّر العظيم أبراهام لنكولن، في ساحة معركة داميَّة في حربنا الأهليَّة وعبّر عن هدفه:
“أن يكون لهذه الأمة، في ظل الله، ولادة جديدة من الحريَّة – وأنَّ حكومة الشَّعب وبالشَّعب ومن أجل الشَّعب لن تُفنى من الأرض.”
ليس لدي رأي في الشَّكل الذي يجب أن تكون عليه. ليس لدي حزب أو مرشح سياسي أفضله؛ لا يهمني ما إذا كانت تشاد تخضع لنظام فيدرالي أم لا مركزي. لا أريد التَّصويت على ما إذا كنتَ محكوماً بفلسفات اقتصاديَّة يمينيَّة أو يساريَّة.
ومع ذلك، أعتقد أنَّ لينكولن كان يتحدث لأكثر من مجرد أمريكيين في العام 1863. يجب أن يظل هدفنا المشترك في تشاد حكومة للشعب ومن الشعب ومن أجل الشعب.
دولة تعبر عن ثقافات تشاد المتنوعة وتاريخها الغني ومواردها البشريَّة … دولة قويَّة وحيويَّة مثل شعبها … هذا كل ما تحتاجه تشاد من أجل الازدهار.
نحن فخورون بأنَّ الكثير من التَّشاديين ينظرون إلينا كأصدقاء وشركاء، ويُشرفني أنْ أمثلَ الرَّئيس بايدن والشَّعب الأمريكي بينكم.
لقد كانت تشاد موطني خلال العام الماضي، وأنا أبدأ ببطء في الخروج واستكشاف هذا البلد. إنَّ مواطني بلدي في تكساس يحبون التَّباهي بحجم ولايتهم؛ وأنا دائماً أذكرهم أنَّ حجم تشاد هو ثلاثة أضعاف حجمهم وأكثر تنوعاً بكثير.
هدفي هو أن أذهب إلى كل مكان وألتقي بالجميع … وقد وجدت أنَّكم أيها التَّشاديون قد تشعرون بالغيرة قليلاً. عندما أنشر على الفيسبوك أنَّني زرت بلدة واحدة، تكون الاستجابة دائماً “جيَّدة، ولكن لماذا لم تأتِ إلى إلينا بعد؟” سأصل إلى هناك، أعدك.
لقد سعدت أيضاً بلقاء زملائي الأمريكيين في كل ركن من أركان هذا البلد، وسعدت أكثر عندما علمت أنَّهم – مثلي – ضيوف شرف في مجتمعاتهم.
القاعدة الأولى، على الضَّيف – في ثقافتي وفي ثقافتكم – هي شكر مضيفه. وبصفتي المبعوث الشَّخصي للرَّئيس بايدن إلى حكومة تشاد، أنا ممتن لفخامة الرَّئيس الانتقالي ديبي لدعمه العام والخاص لمهمتي، سواء عندما نتفق أو في المناسبات التي نختلف فيها باحترام.
بصفتي ممثلاً للشَّعب الأمريكي، فإنَّني ممتنٌ لإخوتي وأخواتي التَّشاديين على ترحيبهم الحار بيَّ في منازلهم، ومدارسهم، وكنائسهم، ومساجدهم.
أخيراً، أنا ممتنٌ لضيوفنا هنا هذا المساء، وزملائي الأمريكيين والتَّشاديين بالسَّفارة.
شكراً لكم، وعيد ميلاد سعيد الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة!