بيان رئيس الوزراء لأعضاء السلك الدبلوماسي والشركاء الفنيين والماليين

السيدات والسادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمناصب القنصلية.
السيدات والسادة ممثلو المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية؛
السيدات والسادة.
اسمحوا لي في مستهل كلمتي أن أشكركم على تلبيتكم دعوتنا وأن أغتنم فرصة هذا اللقاء أن أتمنى لكم إقامة سعيدة في تشاد والنجاح الكامل لانجاز المهام التي كلفتكم بها دولكم ومنظماتكم.
أود أن أكرر شكرنا على التزامكم تجاهنا خلال المرحلتين الأولى والثانية من الانتقالية.
السيدات والسادة
إن الهدف من هذا اللقاء هو اطلاعكم على تداعيات التدفق الهائل للاجئين من الدول المجاورة الشقيقة.
وقد شهدت تشاد البلد المضياف الأسطوري، صراعات مسلحة أدت إلى تدهور أمنها وتماسكها الاجتماعي – الاقتصادي والسياسي. وقد استعادت بلادنا استقرارها تدريجيا في السنوات الأخيرة، ولكنها تواجه مرة أخرى أزمة جديدة: إنها أزمة هجرة غير مسبوقة ناجمة عن وصول عشرات الآلاف من اللاجئين وفي نفس الوقت تسببت في نزوح داخلي في وسط السكان.
للتذكير، في الشمال الغربي، يوجد في تشاد عدة آلاف من النازحين واللاجئين الفارين من الانتهاكات التعسفية لجماعة بوكو حرام.
وفي الجنوب، أدت الأزمة السياسية في جمهورية أفريقيا الوسطى، ولا سيما أزمة عام 2013، إلى تسجيل عدد كبير من اللاجئين الذين استقروا في مواقع مختلفة داخل الأراضي الوطنية.
وفي الغرب، بعد نشوب نزاعات أهلية، تم استقبال وإيواء اللاجئين الكاميرونيين في بلادنا لأكثر من عام إلى جانب أشقائهم في تشاد.
وفي الشرق، تستضيف تشاد حاليا أكثر من أربعمائة ألف (400,000) لاجئ سوداني. ويضاف إلى هذا الرقم الذي تحت التقييم عددا كبيرا من النازحين داخليا الذين استغلت أراضيهم الصالحة للزراعة ومراحيل الرعي الآمنة والمهددة أيضاً بالاستخدام.
السادة والسيدات السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمناصب القنصلية
السادة والسيدات ممثلو المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية؛
إن حكومة جمهورية تشاد تشعر بقلق بالغ إزاء الحالة السياسية المضطربة التي عمت السودان المجاور في الأشهر الأخيرة، والتي تنعكس عواقبها سلبا على بلدنا تشاد وتضربه بشدة.
ومنذ بداية اندلاع الأزمة في جمهورية السودان الشقيق لقد شهدتم على الجهود والمبادرات التي قام بها الرئيس الانتقالي، بصفته وسيطا وعضوا في المجموعة الدولية لدول الجوار السوداني، بغية الحفاظ على الحوار والتفاهم والانسجام بين الطرفين الرئيسيين في هذه الأزمة. أثناء استقبال الجهات الفاعلة هنا في أنجمينا كل من رئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال عبدالفتاح البرهان ونائب الرئيس الجنرال محمد حمدان دقلو بتاريخ 29 –30/يناير 2023م.
وإن تشاد متمسكة بالتزامها من أجل السلام والأمن في حوض بحيرة تشاد ومنطقة الساحل والسودان. هذا الالتزام تبرره التزامات الجوار والعلاقات المتميزة التي تعود إلى قرون والتي توحد بلدينا الشقيقين.
ليس لدينا أي دافع أو مبرر سوى العمل وبذل الجهود لإيجاد حل لهذا الصراع. وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها تشاد على الصعيدين الثنائي والإقليمي، لم يتمكن طرفي النزاع الحد من الأزمة، مما أسفر عن خسائر في الأرواح البشرية، وتدفق اللاجئين، وتدمير هيكل الدولة، وعواقب وخيمة على اقتصادات البلدان المجاورة التي تزداد هشاشة.
السيدات والسادة
فقد آلاف السودانيين أرواحهم وممتلكاتهم بينما اضطر آلاف آخرون إلى البحث عن ملاجئ في أماكن أخرى. وهناك عشرات الآلاف محاصرون داخل البلاد ويخشون على حياتهم. وهؤلاء الضحايا المدنيين الأبرياء يعانون من مأساة حقيقية ذات عواقب لا يمكن قياسها في السودان.
أيضا ، اعتبارا من 15 أبريل 2023 ، شكلت الحكومة لجنة مشتركة ما بين الوزارات حول الأزمة في السودان، وبتاريخ 16 أبريل 2023 تم إنشاء خلية السهر بوزارة الشؤون الخارجية والتشاديين في الخارج والتعاون الدولي لضمان المتابعة مع سفارتنا في الخرطوم ولجنة الأزمة السودانية.
كما اتخذت الحكومة التشادية قرارا لضمان عودة التشاديين الذين يعيشون في الخرطوم مع اتخاذ الترتيبات لنقلهم برا من الخرطوم إلى بورتسودان، وأنشئ على الفور جسر جوي بين بورتسودان وأنجمينا، مما سمح بتنفيذ عشر رحلات جوية للطائرات المستأجرة.
وهكذا، اعتبارا من 17 مايو 2023، سجلنا ألف ومائتين وثمانية وثلاثين (1238) مواطنا تشاديا، ومائة واثنين وعشرين (122) من مواطني جمهورية أفريقيا الوسطى وخمسة وأربعين من النيجريين (45) عادوا إلى تشاد وبانغي بفضل الخط الجوي والبري فضلا عن التصريح لهبوط الطائرات التي تقل موظفي وكالات الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني عبر الممر الإنساني.
وتمكن مواطنون آخرون من العودة إلى المدن الحدودية عبر الجنينة ومصر.
من ناحية أخرى، إن مواطنينا العالقين في الخرطوم في بداية الأزمة، وهم في طريقهم إلى المملكة العربية السعودية لأداء الحج والعمرة، فقد تمكنوا من الوصول إلى جدة بفضل الجهود المشتركة بين السلطات السعودية وبعثتنا الدبلوماسية.
وتجدر الإشارة إلى أن آلاف السودانيين يفرون من منطقة دارفور حيث ينتشر الصراع بحثا عن مأوى آمن في تشاد.
إن ولايات إنيدي الشرقية ووداي ودار سيلا مكتظة حاليا باللاجئين السودانيين.
كما إن ولايات إيندي الشرقية ووداي ودار سيلا ووادي فيرا تعاني من التدفق الهائل للاجئين السودانيين رغم إنشاء 31 نقطة عبور لدخولهم في هذه الولايات..
وفي الوقت الراهن، ووفقا لقنصليتنا في الجنينة، التي تعرضت للنهب، فقد ينتظر المئات من مواطنينا العودة إلى تشاد.

السادة والسيدات
وكما تلاحظون على الرغم من مواردها المحدودة، فقد تحملت الحكومة التشادية مسؤوليتها بسرعة وفعالية. واستفاد اللاجئون من تضامن السكان المحليين الذين رحبوا بهم وتقاسموا معهم مواردهم الشحيحة (الغذاء والضروريات الأساسية).
وقد أظهر فخامة محمد إدريس ديبي إتنو شخصيا تضامنه من خلال زيارته الى أبشة وأدري مؤخرا للوقوف على أوضاع اللاجئين والعاملين في المجال الإنساني والسلطات الإدارية والعسكرية.
أود أن أشكر وأهنئ السكان المحليين على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال التي تفتخر بها بلاد توماي.
السيدات والسادة.
وبمجرد أن قَامت حكومة جمهورية تشاد بتقييم حالة الكارثة الانسانية أخطرت الشركاء الماليين والوكالات الإنسانية ومجموعة أصدقاء تشاد من أجل استباق إدارة شؤون اللاجئين.
ومن المؤسف أن حشد وتعبئة المجتمع الدولي في مواجهة المأساة الإنسانية والضائقة التي يعيشها إخواننا وأخواتنا اللاجئين السودانيين لم ترتق إلى مستوى التعبئة التي لوحظت في أماكن أخرى، حيث ظلت تشاد لوحدها تواجه استقبال اللاجئين باستخدام أقصى مواردها.
وبلادنا، تشاد، تعتبر ملتقى طرق وملاذا في مثل هذه الحالة، تتعرض بشكل متزايد لأزمات داخلية تؤدي إلى ندرة مواردها ويمكن أن يقوض التزاماتها السياسية في هذه الفترة الانتقالية حيث التوقعات ترتفع جدا.

ونرحب بالتدخل السريع لبعض المنظمات العاملة هنا، والذي مكن من معالجة أكثر الأمور إلحاحا، وإننا نخشى أن تستمر الأزمة في السودان، وتتفاقم تداعياتها سلبا على المواطنين السودانيين والتشاديين والاقتصاد التشادي.
وفي ضوء ما تقدم، تطلب حكومة جمهورية تشاد، بصوتي، تقديم الدعم والمساعدة الفنية والمالية اللازمة والضخمة من الدول والمنظمات التي تمثلونها في تشاد.
ومن الملح أكثر عقد مؤتمر دولي أو طاولة مستديرة بشأن حشد الموارد المالية لمساعدة تشاد على مواجهة التحديات المتعددة المتعلقة بإدارة شؤون اللاجئين خلال هذه الفترة مع بداية هطول الأمطار.
كما سيسمح هذا الدعم المالي بتحمل أعباء الصحة النفسية والاجتماعية من خلال توفير الغذاء والصحة والتعليم والإقامة… إلخ.
وبدون تضامنكم وتدفق قلوبكم، لن تتمكن تشاد من تحمل عبء هذه الأزمة وحدها.
نحن نعرف كيف نعتمد على تضامنكم وصداقتكم التي لا ولم تخذلنا أبدا.
باسم الحكومة ، أعرب لكم عن امتناننا.
شكرا لكم على حسن انصياغكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *