تشاد بأمس الحاجة لدبلوماسية عالية الجودة مع الجيران

يجب أن تتأدب أية دولة مسجونة مع الجيران، وتتعامل معهم بدبلوماسية من طراز الممتاز، لكونها حبيسة مغلقة ليس لها أي منفذ بحري.

المدعو تاكيلال أصبح قريب جدا من الحكومة، بل من قصر توماي، إلى هذه اللحظة نحن نجهل الميزة التي تثير إعجاب البعض له، في ذات الوقت هي مسألة شخصية مزاجية، كون الواحد يحب فلان ويكره علان، فلا دخل لنا في ذلك، ولكننا نريد لفت انتباهكم إلى زاوية جد مهمة وتهدد أمننا القومي، الرجل المذكور أعلاه ظهر في إحدى البرامج عبر منصات التواصل الاجتماعي يتحدث عن توتر العلاقة بين تشاد والجارة كاميرون، طبعًا مثل هذه الانتكاسات للعلاقة أمر طبيعي في عالم السياسة والمصالح المشتركة، كعلاقة اللسان بالأسنان يتعاركان ويتصالحان ويستمر المشوار دون توقف، المشكلة تكمن في موقف الرجل وتصريحه الخطير، وتصرفاته التي أشبه بمراهقي السياسية، رافعًا سلاح، متنمرًا مستفزًا لدولة بحجم كاميرون التي لولاها لما رأت نفطنا النور بعد الله، يقول سيذهب إلى العاصمة في خلال 8 ساعات فقط، لعله غرور ببسالة الجيش مع جهله لامكانيات عدوه الوهمي المصطنع، لا أدري ما ينوي فعله هناك! مثل هذه التصريحات خاصة إذا صدر من برلماني ورجل قريب جدا من الرئيس سيعطي انطباع سيء جدًا عنا وعن دولتنا الحبيبة، وقد تزج بنا وعلاقتنا الأزلية التاريخية المتينة في مأزق لا يحمد عقباه.
ذكروه بأن ما يجمعنا بالجارة أكبر من هذا الروتين للسوء التفاهم بين البشر، في مجال التجارة لاتنس ميناء دوالا، وفي التعليم آلاف من الطلبة درسوا ولا زالوا يدرسون هناك إضافة إلى الأسر التي استقرت لأسباب وأغراض مختلفة، وملف النفط الحساس.
لذا أرجو من صناع القرار ومن كانوا سببًا في نيل هذه السانحة ومن منحوه ضوءًا أخضرًا لحرية فوق المألوفة، أن يوقفونه عند حده، لأن كلامه سيؤخذ على أنه يتحدث باسم الشعب كونه مستشارًا، وباسم الحكومة كونه قريب من القصر، وباسم المعارضة كونه كان منهم.

أبسط قرار لردعه وتقليل من شأن كلامه وتبرأ منه الحكومة، هو امتناع رئيس الجمهورية من حضور مناسبة عقد قرانه وعدم إرسال من يمثله وأن يطلب منه اعتذار علني للجارة وشعبها.

وجهة نظر:
هذا الرجل إما أنه يتصرف بصورة عفوية كالأطفال ولا يفقه قيمة الجيرة والسياسة، ولا يفهم معنى موقعنا الجغرافي الحبيس الذي يفرض علينا أن نتأدب مع الجيران ونُكِنُّ لهم احتراما بحجم المصلحة التي تربطنا بهم والتعامل معهم بدبلوماسية عالية الجودة، وإما أنه يتعمد في ذلك ويبطن نوايا سيئة، نخشى على الأخير ولا نتمناه، وأرجو أن أكون مخطئا في تأويل ذلك.
من يستطع أن يوصله ولصناع القرار هذا المقال مترجمًا نشكره مقدما جزيل الشكر، وله من الله أجر عظيم.

أ/ أحمد مدو كيوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *