خطاب رئيس الجامعة، الدكتور محمد بخاري حسن: في حفل افتتاح الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس جامعة الملك فيصل بتشاد

الحمد لله العليم الحكيم المنعم على عباده بالخيرات والبركات، خلق فسوى وقدر فهدى، ثم الصلاة والسلام على النبي الأمين سيد الخلق أجمعين، الهادي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، وعلى آله وصحبه شموس الهدى ومصابيح الدجى، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد
معالي وزير الدولة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلا لرئيس الفترة الانتقالية رئيس الجمهورية رأس الدولة الفريق أول محمد إدريس ديبي إتنو.
معالي الوزراء
سعادة السفراء
المستشارون بالمجلس الوطني الاستشاري
مستشارو رئيس الفترة الانتقالي ورئيس الوزراء
ممثل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
أعضاء المجلس الاستشاري للجامعة
عمدة بلدية أنجمينا
رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
الضيوف الأعزاء
رؤساء الأكاديميات والجامعات
رئيس بعثة الأزهر الشريف
عمداء الكليات ورؤساء الأقسام
أعضاء هيئة التدريس
العلماء والباحثين
الطلاب الأكارم
الحفل الكريم

فيطيب لي أن أحييكم بتحية خالصة نابعة من صميم الفؤاد تعبر عن افتخارنا واعتزازنا بكم وتقديرنا لحضراتكم، تحية المودة والاحترام، تحية من عند الله مباركة طيبة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نتشرف جداً بهذا اللقاء المبارك الذي كان فرصة للاجتماع بكوكبة من العلماء والمفكرين الذين يشهدون معنا فعاليات الحدث العظيم الذي نعبر فيه عن فرحتنا وسعادتنا بهذا الاحتفال البهيج بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على تأسيس جامعة الملك فيصل بتشاد، الصرح العلمي العظيم الذي أسسه العظماء من أبناء تشاد الأوفياء، جسدوا من خلال ذلك الحب العميق لوطنهم والتضحية من أجل المحافظة على إرثهم الثقافي وترسيخ القيم والمبادئ النبيلة، وعلى رأس هؤلاء مشير تشاد إدريس دبي إتنو ـ رحمه الله ـ فقد كان راعياً لهذه الجامعة إيماناً منه بالدور المهم الذي تقوم به الجامعة على الصعيدين الوطني والدولي، وكان رحمه الله قد أعطى اهتماماً كبيراً للتعليم ، فتأسست الجامعة وتطورت في عهده الميمون ، وقد أشاد بجهودها حين قال ( جامعة الملك فيصل ركيزة للتعليم في تشاد ) نسأل الله عز وجل أن يجعل كل ما قدمه للجامعة خصوصاً وللوطن عموماً في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم . وجامعة الملك فيصل ستظل وفيةً ومقدرةً لجهود الأبطال الذين خُلدت أسماؤهم في سجلات التاريخ أولئك الذين وهبوا الغالي والنفيس من أجل الوطن والأمة، قال الله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)، ولا يمكن أن نتحدث عن جامعة الملك فيصل ونغفل عن ما قدمه رؤساء الجامعة المتعاقبين على إدارتها بدءاً بالشيخ الدكتور حسين حسن أبكر ـ رحمه الله ـ والبروفيسور عبد الرحمن عمر الماحي – عليه رحمة الله – والبروفيسور عبد الله بخيت صالح والدكتور حسن بوبا جمعة – أطال الله في عمرهما – فقد أبلوا بلاء حسناً، وأثمر زرعهم وانتشر خيرهم ورسخت بصماتهم وسيبقى الأثر إن شاء الله مع تعاقب الأجيال وتتابع الزمان، قال الشاعر:
ازرع جميلاً ولو في غير موضعه فلا يضيع جميلٌ أينما زُرعا

إنَّ الجميلَ وإن طالَ الزمانُ بِهِ فليس يَحصدُهُ إلاَّ الذي زَرَعا

السادة والسيدات ـ الحفل الكريم
إن الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس الجامعة يعد فرصة لتقييم إنجازاتها خلال ثلاثة عقود، ومعرفة ما استطاعت تحقيقه من أهدافها ورسالتها النبيلة التي أنشئت من أجلها، والنظر فيما يمكن أن تقوم به في المرحلة المقبلة، ومن أهم أهداف الجامعة ما يأتي:
نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية في تشاد.
العناية بالتراث العربي والإسلامي في تشاد جمعاً وتحقيقاً ونشراً لتسهيل الاستفادة منها.
استيعاب الطلبة من حملة الشهادة الثانوية العربية التشادية وما يعادلها لإعداد جيل مستنير بالعقيدة الصحيحة والعلم النافع ليقوم بتطوير البلاد علمياً واقتصادياً على ضوء تعاليم الإسلام السمحة.
إعداد وتأهيل المعلمين لسد الفراغ العلمي والتربوي لدى مدارس التعليم العربي والإسلامي في تشاد والدول الإفريقية المجاورة وتكوين الباحثين المقتدرين.
السعي لإحداث التوازن بين اللغة العربية واللغة الفرنسية في المجال الإداري والتعليمي في مؤسسات الحكومة المختلفة لتحقيق المساواة المنصوص عليها في دستور البلاد.
إقامة علاقة تعاون علمي وثقافي مع المؤسسات الجامعية ومراكز البحوث في العالم العربي والإسلامي والدولي للاستفادة من الخبرات وتطوير البلاد علمياً واقتصادياً وثقافياً.
تأسيس الكليات والمعاهد المتخصصة، وعقد الندوات والمحاضرات والمؤتمرات الدولية
ولله الحمد استطاعت الجامعة منذ إنشائها تحقيق إنجازات عظيمة أفادت القاصي والداني، أفادت المواطنين وغيرهم، فقد عم خيرها وأينعت ثمارها ويمكن تأكيد ذلك من خلال ذكر بعض الإنجازات وهي:
خرجت الجامعة في الكليات والمراحل المختلفة (ليسانس، ماجستير، دكتوراه) تسعة آلاف وثمانمائة وثلاثة وستون ( 9863) طالب وطالبة.
افتتاح الكليات الأساسية التي يسهم خريجوها في خدمة الوطن، ويسهمون أيضاً في تطبيق الثنائية اللغوية في تشاد.
امتلكت الجامعة أراضي واسعة في اتجاهات مختلفة من العاصمة أنجمينا، تَمَكُّنها
من فتح المنشآت المختلفة التي وضعتها في خطتها المستقبلية.
نظمت الجامعة دورات تدريبية وتأهيلية كثيرة في مجالات مختلفة.
وقعت الجامعة اتفاقيات تعاون علمي وثقافي مع الجامعات والمؤسسات والجمعيات في كثير من الدول العربية والإسلامية، بغية التعريف بالجامعة، وتمكينها من القيام بدورها على الصعيدين المحلي والدولي.
للجامعة عضوية في كثير من اتحادات وروابط الجامعات والمؤسسات العلمية، فلها عضوية في اتحاد جامعات العالم الإسلامي ومقره بالمغرب، ورابطة الجامعات الإسلامية ومقرها القاهرة، ورابطة الجامعات الإسلامية بأفريقية.
أقامت الجامعة عدة مؤتمرات وندوات علمية دولية، شارك فيها كبار العلماء من دول عربية وإسلامية وقد تم نشر بعض أعمالها.
افتتاح كلية الطب البشري في هذا العام 2022/ 2023م.
ولا يمكن أن تحقق هذه الإنجازات وغيرها لولا تضافر جهود أطراف كثيرة لخدمة الجامعة ، وفي مقدمتها جهود الدولة التشادية التي أعطت اهتماما خاصاً لهذه الجامعة ، فإن كان مشير تشاد ــ رحمه الله ــ سنداً للجامعة ومعيناً لها في أداء رسالتها إلى أن انتقل إلى الدار الآخرة ، فإن خلفه من بعده رئيس الفترة الانتقالية رئيس الجمهورية رأس الدولة الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو قد واصل المسيرة داعماً وموجهاً وراعياً لشؤون الجامعة وخير دليل على ذلك رعايته للاحتفال بالذكرى الثلاثين للجامعة و تحقيق حلم المثقفين والدارسين بالعربية الذي طال انتظاره ، وهو افتتاح كلية الطب البشري بجامعة الملك فيصل بتشاد التي ستبدأ الدراسة فيها في الأيام المقبلة إن شاء الله بعد أن وفر لها الإمكانات الضرورية لتسييرها للعام الاكاديمي 2022/2023 م كما تم قبول طلاب الدفعة الأولى لهذه الكلية بتاريخ17 يناير 2023 م .
نحن من هذا المقام نتقدم بأرق عبارات الشكر والتقدير والعرفان إلى فخامة رئيس الجمهورية على دعمه للجامعة .. نسأل الله له التوفيق والسداد لقيادة البلاد.
وشكرنا الجزيل موجه إلى معالي وزير الدولة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار الدكتور توم إرديمي على وقوفه مع الجامعة منذ تعيينه على رأس الوزارة، فقد لمسنا فيه حرصه الشديد على دعم الجامعة كي تقوم بدورها الريادي في تنمية البلاد، ونحن في أمس الحاجة إلى نصائحه وتوجيهاته التي تنير لنا الطريق للوصول إلى ما نصبوا إليه للنهوض بالجامعة وتطويرها.
السادة والسيادات
إن استطاعت الجامعة تحقيق إنجازات في الفترة السابقة فذلك ناتج عن تضافر جهود العديد من الجهات التي كان يهمها أمر الجامعة ، ومن بينها جهود مجلس أمناء جامعة الملك فيصل الذي كان يترأسه فضيلة الأستاذ الدكتور / عبد الله بن عبد المحسن التركي ــ حفظه الله ــ فكان خير داعم وموجه للجامعة ، وجهوده مقدرة لدينا بل مازلنا في أمس الحاجة إليها ، فله منا خالص الشكر وعظيم التقدير ، سائلين المولى عز وجل أن يجزيهم خيراً على ما قدموا ، وإن شاء الله سيقوم المجلس الاستشاري بالدور الذي كان يقوم به مجلس الأمناء ، الذي سيكون اجتماعه أحد برامج الاحتفال بثلاثينية الجامعة ، آملين أن يوفق أعضاؤه في الخروج بتوجيهات تعين الجامعة على الرقي والازدهار.
إن أبرز أنشطة الذكرى الثلاثين لتأسيس الجامعة ثلاثة وهي:
المؤتمر العلمي الدولي الذي سيكون تحت عنوان: دور الشراكات الجامعية في تطوير التعليم العالي.
اجتماع المجلس الاستشاري
أنشطة ثقافية وزيارات لجهات ومؤسسات، وبرامج ترفيهية.
إن جامعة الملك فيصل بتشاد باعتبارها مؤسسة عليا وبالنظر إلى وضعها الحالي وموقعها الجغرافي لديها جملة من الآمال والتطلعات نجملها فيما يأتي:
أن تصبح الجامعة مؤسسة رائدة في مجال التعليم العالي في إفريقيا بل على المستوى العالمي.
أن يكون للجامعة دور حيوي وفعّال أكثر مما تقوم به الآن، كي يكون لها إسهام فاعل في نشر الثقافة الإسلامية واللغة العربية، وفي مجال تنمية المجتمع، وعليه تطمح الجامعة في تحقيق الآتي:
توسع الجامعة من خلال افتتاح الكليات المختلفة، وتكون الأولوية للمجالات العلمية.
زيادة فرص التعليم للطلاب على المستوى الإقليمي.
توفير البنى التحتية الصالحة لاستيعاب الطلاب والإداريين وأعضاء هيئة التدريس.
الدخول في مشاريع استثمارية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، كالاستثمار في مجال الزراعة، والثروة الحيوانية، لاسيما في مجال الدواجن، والاستثمار في مجال الطاقة المتجددة.
السادة والسيادات
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أرحب مرة أخرى بضيوفنا الكرام من العلماء والباحثين والمفكرين المشاركين في المؤتمر، وآمل أن يكون هذا اللقاء العلمي مثمراً ومفيداً ويخرج بتوصيات تعيننا على أن نخطو خطوات نحو الأمام تبعث فينا الأمل لتحقيق مستقبل مشرق لشعوبنا وللإنسانية جمعاء.
وانتهز هذه السانحة لأتقدم بخالص الشكر والتقدير للأخوة أعضاء اللجنة التحضيرية للاحتفالية على الجهد المبذول أثناء الإعداد لهذه الاحتفالية ، وكذلك اللجان الأخرى التي تعاونت كي تنجح هذه الاحتفالية ، كما أشكر زملائي في اللجنة العليا على متابعتهم وملاحظاتهم أثناء الترتيبات لهذه الذكرى ، والشكر لأعضاء المجلس الاستشاري المحليين على مشاركتهم الفاعلة في الإعداد لهذه الاحتفالية والخارجيين على تكبدهم مشاق السفر لمشاركتنا هذه الاحتفالية ، والشكر موجه إلى الإعلاميين الذين قاموا وسيقومون بتغطية هذا الحدث التاريخي ، متمنيا لضيوفنا إقامة طيبة وللاحتفالية النجاح ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله،،،،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *