إلى الإدارات المدرسية

نعلم أن مسؤوليتكم كبيرة والملفات العالقة التي تعالجونها يوميا كثيرة، والإدارة المدرسية ثان أصعب إدارة بعد إدارة مستشفى المجانيين، نحفظ لكم هذا الحق ونثمن جهودكم، مع ذلك كأب وأستاذ وزميل سابق في الإدارة، لدى نصيحة أرجو الإستفادة منها، هناك عنصر مهم في الإدارة، وأغلبنا يهمله ويتجاهله، لذا نجد البعض يقع في مشكلة بسيطة ثم تتعقد فجأة لعدم الوقوف عند النقطة التي بصدد الحديث عنها.
نحن الآن في موسم الشتاء، وفي مدارسنا توقيت شبه موحد والمراقب  يناظر ساعته لقفل الباب في وجوه المتأخرين، هناك من يتأخر عمدا لينتزع منكم حجة التسكع في الشوارع، لأنه ليس جادًا ولا راغبًا في الالتزام ومواصلة الدراسة، وفئة مجتهدة وحريصة كل الحرص على مستقبلها لكن المسافة والمواصلات والظروف أحيانا تؤثر في مسيرتها، العاصمة ومدننا الكبرى تكبر وتتسع كل يوم، مما يجعل بعض الأسر تزحف إلى أطرافها اضطرارًا، أعتقد الحل يكمن في الرجوع إلى السجلات، لنعرف الظروف الاجتماعية والاقتصادية لأسرة الطالب، وأين يسكن؟ والاستعانة بمشرفي الفصول ليمدوكم معلومات إضافية حول سلوكه ومستواه ومدى مواظبته وأخلاقه، كي نمنحه فرصة ونقبل عذره إذا كان يستحق، الطالب الذي يقطن بمسافة ثلاث كيلومترات وأكثر عن المدرسة وفي منطقة يصعب الحصول على مواصلات، يختلف عن الذي يسكن بجوار المدرسة أو في حارة يجد ما يوصله إلى المدرسة بسهولة، أو ميسور الحال؛ يمتلك دراجة، خصصت لذلك الأسرة سيارة، وغالبًا نظلم بعض الضعفاء والمساكين لعدم استعمالنا للسجلات، ولترك الطلبة خارج سور المؤسسة آثار سلبية تعلمونها جميعا، لنبحث عن حلول وعوامل تعيننا على تجاوز هذه المشكلة، الذي يكرر الغياب أو التأخير بلغوا ولي أمره وهذه أيضا حلها في سجل الطالب نجد فيه عنوان الأخير مفصلا.

لا تهملوا السجلات، ولا تنهوا عمله مع التسجيل أو تحصروا دوره في الماديات، فقط للتفتيش والتأكد ممن لم يكملوا رسومهم الدراسي.
المدرسة رسالتها سامية، إنسانية في المقام الأول، والماديات تأتي مكملًا وليست شرطًا أساسيًا.
وفقكم الله وسدد خطاكم.

أ/ أحمد مدو كيوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *