الدوحة ومسقط.. علاقات متجذرة ورؤى متطابقة

اوراق الخريف
الدوحة ومسقط .. علاقات متجذرة ورؤى متطابقة :
لن تكون زيارة عادية كما يتوقع البعض هذه المرة ، فما يربط جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عمان من علاقة اخوية مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني امير دولة قطر ـ حفظهما الله ـ يفوق الوصف والذي يقوم بزيارة تاريخية ـ زيارة دولة ـ لسلطنة عمان تلبية لدعوة رسمية من جلالته لفتح آفاق جديدة تدعم التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
فالزيارة هي استمرار للمكانة العظيمة التي حفرتها سلطنة عمان على قباب التاريخ مع الاشقاء والاصدقاء ، لذا ستسفر الزيارة الكريمة لامير دولة قطر عن توحيد الرؤى والاهداف وتوقيع اتفاقيات لتوطيد العلاقات المشتركة بين البلدين الذين يسيران في طريق تحقيق السلام والوئام في المنطقة والعالم.
فالعلاقات الأخوية الوطيدة ، والروابط التاريخية الراسخة التي تجمع بين سلطنة عمان ودولة قطر ، ستسهم في فتح آفاقا جديدة من الاستثمارات الاقتصادية والتشاور والتنسيق والتعاون بين مسقط والدوحة من جهة ، وايضا فيما يتعلق بالاحداث في المنطقة والسعي لوقفها من جهة اخرى ، خاصة وان علاقاتهم الثنائية المتميزة والوطيدة تعطيهم الحرية في التعاطي مع الاحداث في المنطقة كدول سلام وحوار ووساطات لاستقرار المنطقة والعالم.
وكلنا يعلم ان العلاقات العمانية القطرية قديمة ، وكانت الدوحة مساهمة في عهد النهضة المباركة من خلال المناهج الدراسية ، لذا فالبلدان يتسمان بعلاقات تاريخية واخوية ، وهي وفي منزلة سامية ومكانة عالية وتزداد قوة متانة على مر السنين ، وقد شكلت الروابط التاريخية بين البلدين والتوجيهات الكريمة للقيادتين الحكيمتين في زيادة التبادل التجاري خلال السنوات الاربع الماضية ليصل حوالي خمس مليار ريال عماني ، واليوم يسعى البلدان على الاستغلال الأمثل للإمكانات الهائلة المتاحة لهما مع فتح الأبواب للتقدم والانطلاق نحو الامام واستغلال ما يملكه البلدان من امكانيات مادية وموقع استراتيجي لتحقيق اهداف الشعبين الشقيقين.
فالعلاقات بين مسقط والدوحة ظلت قائمة باستمرار على الحوار والتشاور والشراكة في الرأي والتوجهات بشأن معظم الملفات الخليجية والعربية وتعزيز العلاقات التجارية بينهما وزيادة التبادل التجاري، فضلا عن اللجنة العمانية القطرية المشتركة ودروها الكبير في هذا الاطار ، وقد شهد التعاون الاقتصادي بين قطر وعمان خلال الفترة الأخيرة نمواً لافتا في العديد من القطاعات الهامة.
لذا فان زيارة سمو الشيخ تميم لمسقط بحثت عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك تحقيقًا للغايات المرتجاة للبلدين وتطلعاتهما ، فمواقفهما العظيمة على مر التاريخ محفورة في قلوب الشعبين ، لذا ستشكل زيارة امير دولة قطر لسلطنة عمان مسار طريق للتطور وتحقيق مكاسب تعزز الشراكة القائمة بينهما ، وسترسم مستقبلا أكثر أشراقا في مسيرة هذه العلاقات المتنامية.
فمسقط ازدادنت ابتهاجا بقدوم ضيف عمان ترحيبا بأمير النخوة والشباب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، الذي حل ضيفًا عزيزًا على أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، والآمال معقودة على تسريع الاستثمارات الكبرى بين البلدين خلال المرحلة القادمة ، وكما قال سعادة السفير القطري :”التعاون بين البلدين لا يعرف سقفا محددا”. والابواب مفتوحة على كل الاتجاهات.
واخيرا .. وليس اخرا ، أبارك لدولة قطر قيادة وحكومة على الإنجازات الرائعة والكبيره في هذه البلد الخليجي الشقيق ، وعلى سعيها وتحقيقها لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين دولة فلسطين متمثلة بالمقاومة الإسلامية “حماس” ودولة الاحتلال .. ومواقفها في افغانستان واحلال السلام في بعض الدول الافريقية وغيرها .. والله من وراء القصد.

د. احمد بن سالم باتميرا
كاتب ومحلل سياسي عماني
batamira@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *