عمان والعراق قواسم مشتركة وتاريخية

أوراق الخريف
عمان والعراق قواسم مشتركة وتاريخية..!

تتسم العلاقات العُمانية العراقية بالكثير من القواسم والروابط التاريخية المشتركة ، اذ تحرص الدولتان على ترسيخ أواصر التعاون المشترك في مختلف المجالات ، بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين انطلاقًا من عُمق العلاقات الأخوية المتجذرة في أعماق التاريخ بين مسقط وبغداد.

لذا جاءت زيارة معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية للجمهورية العراقية لترؤس الجانب العماني في أعمال اللجنة العمانية العراقية المشتركة ولقائه بالمسؤولين هناك في إطار التنسيق إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية بما يخدم مساعي تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ، ويدعم تطلعات القيادتين في تنفيذ خطط التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياحية للعمل على تعزيز أواصر التعاون بين البلدين.

فالعلاقات بين سلطنة عمان والجمهورية العراقية تاريخية ومتجذرة راسخة وصلبة منذ مئات السنين ، لذا فالزيارة تندرج في هذا المسار ، لأنها تستند لوحدة المصير والتعاون الأخوي والقواسم المشتركة ، والتي تزداد رسوخا مع مرور الأيام.

واليوم تشهد العلاقات بين البلدين زيارات واتصالات بين المسؤولين ، وذلك في سياق التشاور والتنسيق بين الطرفين ، ودعوة جلالة السلطان المعظم لرئيس الوزراء العراقي لزيارة سلطنة عمان تأتي كمؤشر على عمق العلاقات والترابط بين البلدين الشقيقين.

فنحن اليوم نتطلع لتفعيل التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مسقط وبغداد ، وخلق شراكة حقيقية ومشاريع مشتركة ، وأن تكون هذه المشاريع ذات منفعة للشعبين والبلدين ، ومن هنا فان زيارة معالي السيد وزير الخارجية ستسهم في حلحلة بعض المواضيع ، وستكون محطة وبداية لتعزيز المزيد من التعاون بين البلدين.

إنَّ العلاقات العمانية العراقية متجذرة ولها خصوصية ، واليوم تعكس هذه الزيارة واجتماع اللجنة العمانية العراقية ببغداد استراتيجية سلطنة عمان نحو فتح الأسواق العمانية كأساس لبناء اقتصاد قوي ومتنوع مع العالم الخارجي، في الوقت الذي تتمتع فيه عُمان بالموقع الجغرافي المتميز الذي يجعلها في موقع إعادة التصدير والتصنيع وغيرها.

لذا فان تعزيز الشراكات الاستراتيجية وبناء جسور التعاون مع العراق ودول المنطقة والعالم ، هو ما تتطلع إليه حكومة سلطنة عمان ، والنظرة الثاقبة والرؤية الحكيمة لجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ـ لتنويع العلاقات والاقتصاد وفتح الاستثمار أمام الجميع والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في البلاد.

وانطلاقا من هذه العلاقات الضاربة في عمق التاريخ ومن المكانة التي تحتلها البلدان لدى مختلف الدول الشقيقة والصديقة، فان السنوات القادمة ستشهد نقلة نوعية في الصناعات التحويلية والتطوير العقاري والاستثمارات المتعددة وسيشهد البلدان نموا مطردا في مختلف المجالات.

واليوم ، تسعى سلطنة عُمان جاهدة لبناء علاقات سياسية واقتصادية مع دول عربية وعالمية مختلفة لتحقيق هدف أساسي ومبدئي يتمثل في فتح حوارات اقتصادية واستثمارية وسياسية مع مختلف دول العالم مستغلة إرثها التاريخي ودبلوماسيتها الهادئة والمتزنة وبناء شراكات اقتصادية وتكنولوجية مع دول مختلفة في العالم.. والعراق دولة كبيرة لها مكانتها ووزنها ، الأمر الذي انعكس إيجابا على الزيارة التي شكلت القواسم المشتركة والتاريخية بين مسقط وبغداد ، فشكرا سعادة السفير قيس العامري على جهودكم الطيبة والمقدرة في ذلك… مع التزام عُمان بالسلام والاستقرار والتنمية المستدامة والحراك الثقافي والاقتصادي بين الدول والشعوب فـي عالم مترابط بشكل متزايد.. والله من وراء القصد.

د. أحمد بن سالم باتميرا
كاتب ومحلل سياسي عماني
batamira@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *