الحداد يعيش في ظلم واضطهاد

الحداد يعيش في ظلم وإضطهاد:
الروائي/ محمد عبدالله عبدالله أبكر

الحدادة هى حرفة صناعية يعتمد عليها الإنسان التشادي فى حياته، والصناعة لها دور كبير وسط المجتمع، ولكن هناك تفرقة وإضطهاد للحداد في تشاد، بل وإنما يتم عزله من المجتمع، لكنه ما زال يكافح ضد التخلف والجهل والعنصرية.. عندما تكون حداد فالإنسان التشادي يعتبر أن الحداد أدني إنسان في المجتمع يطلقون له الاساءة والاستفزاز، ويعتبرون أنه ينتمي إلى أدني فصيلة في المجتمع التشادي، مع إعتبار حرفة الحدادة مهنة حقيرة لا يعمل فيها إنسان شريف حسب نظرهم القوقعي..
مهنة الحدادة فى تشاد ساهمت بنسبة كبيرة في إقتصاد الدولة التشادية، فالحداد له أهمية كبيرة في المجتمع، ويقوم بإنتاج جميع أغراض الحياة اليومية، وبالرغم من الإساءة والتفرقة والعنصرية والنظرة الدونية، فإن الحداد له أهمية كبيرة في التنمية الإقتصادية، وكذلك محافظ علي التراث الوطني.. ظل الحداد يعيش في ظروف قاسية جداً ظلم وإضطهاد وتفرقة عنصرية من قبل المجتمع وحتي من الحكومة، ولكن إذا إستمرت هذه العزلة الإجتماعية، يمكن بمرور الزمن يحدث تفكك في النسيج الإجتماعي وهذا ممكن يكون عائق كبيرة في عدم تقدم الدولة في الاطار الصناعي..
فالحداد في الدولة التشادية معزول تماماً فالمجتمع لا يتداخل معه لا زواج لا إختلاط إجتماعي، مثلاً عندما يمر حداد بطريق معين فيقولوا لك لا تذهب بهذا الطريق، لأن الحداد لقد ذهب به، وعندما حداد يشرب بكوب الماء فيتم رمي ذاك الكوب، وعندما الحداد يطلب فتاة ما للزواج لا يعطونه، وما شخص أخر يتزوج من بنت الحداد، ويقولون لك لا تصلي خلف الحداد ما هذه العنصرية يا المجتمع التشادي؟.
ولكن الحلول لهذه المشكلة صعب جداً، لأن هذه المشكلة توارثت مع الأجيال، وكل جيل يتم فيه غرس الدونية تجاه الحداد، منذ الصغر الوالدين يعلموا أبنائهم مقاطعة الحداد، فيقول لأبنائه لا ترتبط ولا تتعامل مع إبن الحداد، فهذه مشكلة كبيرة جداً تتعلق من الجزور لماذا كل هذا الإقصاء في المقام الأول الحداد هو إنسان لماذا نتعصر علية ولماذا لا نتداخل معة، وماذا إرتكب في الحياة لحتي نبتعد منه، فقط لأنه إمتهن مهنة الحدادة؟.
الحداد في الدولة التشادية مظلوم ومعزول إجتماعياً ومهمشاً ومضطهداً، وفي نهاية المطاف تجد السلطات متواطئة، ولذلك يجب علي السلطات التعامل مع هذه المشكلة بموضوعية وحكمة في إطار العدالة الاجتماعية بين المواطنين في الدولة الواحدة، وعليكم بربط النسيج الاجتماعى التشادي لحتي لا يتفكك، وضع عقاب لكل من يسئ ويتعنصر علي حداد يعاقب ويحاكم أمام القانون، وكسر الحاجز بين الحداد والمواطن، وعمل ندوات ومحاضرات تتحدث عن هذه المشكلة علي مستوي الاذاعة والتلفزة، ووعي وتثقيف المجتمع التشادي..

أرائكم عبر البريد الالكتروني: moh66m10@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *