الاسترخاء أثناء بكاء الأطفال: الروائي/ محمد عبدالله عبدالله أبكر

الطفل الرضيع لا يعرف، كيف يعبر عن حاجاته وآلامه، إلا بالبكاء والصراخ، لكن هذه المسألة تجعل الأهل في حالة قلق، وإنزعاج لا يوصف، خائفين قد ينقلب بكاء الطفل في الليل، يجعل حياة الأهل إلى جحيم..
حبوبتي مريم فور قالت لي:
لا تضرب الطفل إذا بكي!.
لا تنهر الطفل إذا بكي!.
لا تصرخ في وجهه الطفل!.
لأن الطفل إذا بكى إما من الجوع، أو إنه موجوع، الأطفال الصغار لا يتكلمون، يعبرون عن آلامهم بالبكاء..
الطفل الجائع يبكي، والطفل الذي يتألم يبكي، والطفل الذي يشعر بالانزعاج، وعدم الارتياح، أو بالتعب، أو بالغضب، يبكي، وعندما يبلل حفاضه يبكي..
المشكلة أن بكاء الطفل يجعلنا، إذا ما طال أو تكرر نشعر بالإحباط، أو بالذنب، أو بالغضب، أو حتى بالاكتئاب، والإنهاك، وكم من مشاكل عائلية سببها بكاء الأطفال؟.
على الوالدين أن يفهما، لماذا يبكي الطفل، وإزالة السبب، وعليهم فهم طبيعة البكاء، وكيفية التعامل معه، وفهم أن المشاعر السلبية التي يمكن أن يشعرا بها تجاه الطفل الباكي، هي مشاعر طبيعية ومؤقتة..
الطفل الذي يبكي جوعاً، إنما يبكي في أوقات اقتراب موعد الوجبات، وبالتالي فإنه يهدأ إذا ما أعطي وجبته، أما بين الوجبات، فإن تبديل الحفاض الصلب أو المبلول، فإنه يريح الطفل، ويجعله سعيداً..
أن لمسة حنان الوالدين، تخفف هلع الطفل الباكي على الفور، خلافاً للتصرفات السيئة، مثل الصراخ في وجه الطفل، أو ضربه، الذي يفاقم المشكلة، ويزيد البكاء بشدة..
ألم المغص للطفل ناجم عن تشنج إمعاء الطفل، حيث يبكي الطفل يومياً، لمدة ثلاث ساعات على الأقل، دون أن نجد علة به، فهو إذن طفل صحيح الجسم، نرى عنده إنتفاخاً في البطن، وميلاً لسحب الركبتين تجاه الصدر..
يحدث هذا الألم في فترات معينة، في نفس الوقت كل يوم، وفي أوقات مختلفة، يتطلب من الأهل الصبر، والتدبير الحسن، والعناية الخاصة، وسبب المغص، الحساسية تجاه حليب البقر، والتشنجات المعوية، وعدم نضج الجهاز العصبي، ووجود الغازات في الأمعاء، وذلك عندما يمص الطفل زجاجات الرضاعة الفارغة، حيث يبتلع الكثير من الهواء..
لتهدئة الطفل، ضم الأطفال في صدورنا، وأخذه في نزهة بالسيارة، ونهزه، وإعطائه مصاصة لإخراج الهواء من المعدة، إسماعه موسيقى هادئة..
وذلك على الأهل تهدئة أنفسهم، وتذكر أن هذه الحالة عابرة وتنتهي، وعليهم معاملة أنفسهم كما يعاملون أطفالهم، ونسترخي أثناء بكاء الطفل، وتنام معه الأم، أو الوالد أثناء نومه لتوفير الطاقة، وإستغلال فرصة النوم مهمة لأبوين مرهقين بالأعباء، والواجبات خارج المنزل..
مهما كان سبب البكاء، على الأهل أن يحاولوا الاسترخاء، وعدم إعتبار الأمر شخصياً، فطفلك ليس غاضباً منك، كل هذا نوبة بكاء، يمكن تداركها بالعطف، والحكمة والرعاية والحنان.

ارائكم عبر البريد الالكتروني: mohammed60702736@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *