زواج القاصرات مظهر من مظاهر التخلف لسلوك ما زال ويزال على أرض الوطن التشادي!
ماذا تعرف القاصرة عن الزواج؟
لا زالت تلعب!
لم تنضج بعد لتتمنى فارس أحلام!
لا زالت تحلم بأن تكون محامية في المستقبل!
لا زالت تحلم بأن تكون نموذج لمعلمتها التي تحبها!
لا زالت تريد أن تتعلم لتميز!
لا زالت تحزن وتبكي لكلمة تجرح مشاعرها!
حرمت من أن تعيش طفولتها!
فرض عليها المجتمع الظالم أصعب مهمة وهي الزواج والمسؤولية!
هي بحاجة لمن يكون مسؤولاً عنها!
حكم عليهن بالإعدام وبالسجن الأبدي…
ماذا تعرف عن الحياة لتكون زوجة!
ماذا تعرف عن الحقوق والواجبات!
نثرتها بين ذرات الوطن!
فمن ماتت بسبب العنف إرتاحت!
فمن ماتت بسبب الاضطهاد إستراحت…
تاركة الحزن يعبث قلوب أحبتها..
ومن ظلت باقية تذوق مرارة الحياة! تضمد جرحها النازف!
نفوس متقرحة…
أطفال يموتون بالأيام والليالي..
ما زالت ظاهرة زواج القاصرات تصيب النساء والأطفال!
تلاحق الفتيات القاصرات في اي مكان!
تلاحق الفتيات في كل زمان!
دفنوا رؤسهم في الرمال!
ظاهرة زواج القاصرات مرض عضال ينتهك انسانية الأطفال إنتشر زواج القاصرات بصورة كبيرة في المجتمع التشادي بأسره، صارت لعنة تقضي مضجع كل اُم وأب، أجساد القاصرات صار وجبة شهية لذوي العاهات النفسية والمرضية ممن سموا أنفسهم بالشيوخ.
ظاهرة زواج أو “اغتصاب” القاصرات تقشعر منه الأبدان، وتئن منها النفس المؤمنة لأطفال ذكور واناث صاروا طرائداً وضحايا لمن أصابتهم الخطيئة الشيطانية، حتي فقد المجتمع التشادي الثقة في الأخ وابن الأخ والجار.
مارد يمشي بيننا نافثاً سمومه نهاراً جهاراً يجيز افتراس الأطفال والقاصرات وافتراشهم وانتهاك انسانيتهم باسم الدين؟
وأي دين هذا الذي يحول الرجل الي حيوان لاهث غائب عن الوعي ولا يريد أن يرعوى؟
زواج القصر أنهك نساء واطفال تشاد ومجتمعه القصر ذكوراً واناثاً جسدياً وعقلياً، وبالرغم من انتشار زواج القاصرات للأسف الشديد لم تجد، أصوات النساء والناشطين الداعية الي ضرورة التصدي لتلك الجريمة المنكرة لم تجد تلك الأصوات استجابة قانونية نافذة!
ظهور تلك السلوكيات بزواج القصر شكلت ضربة موجعة لكل تشادي وكل اسرة، ولكنهم سكتوا وآثروا الصمت بدعوي الخوف.
جريمة الاغتصاب يستوي معها في النوع والمقدار زواج القاصرات فكلاهما سلوك شاذ مفارق للأعراف والطبيعة الإنسانية السوية، ولا يمكن معالجتها وضمان حماية الأطفال الا بسن قوانين تغيب المعتدي عن ساحة المجتمع التشادي، وتجرم زواج الأطفال القصر.
اسباب زواج القاصرات:
السبب الأول: فإن ثمة أبعاداً إجتماعية واقتصادية لزواج الفتيات القاصرات في دولة تشاد، أسراً فقيرة كثيرة تزوج بناتها لأغنياء بحثاً عن مهور غالية تدر لهم عوائد مادية لا بأس بها، بل وإنما على حساب سعادة بناتهم.
السبب الثاني: إن زواج الفتيات القاصرات يحدث نتيجة لخوف الأسر على بناتهم من عدم الزواج في المستقبل، فتنتهي إلى العنوسة أو “عدم الزواج”.
السبب الثالث: خوف الأسر من العار والظن بأن عدم زواج بناتهم في سن مبكر سوف يؤدي الى تورط الواحدة منهن في علاقة جنسية خارج إطار الزواج، الأمر الذي يجلب للأسرة العار، خصوصاً إذا انتهى الأمر إلى حمل غير شرعي، بدلاً من الأسر أن تغرس قيم التنشئة السليمة في بناتهم، تلجأ إلى تزويجهن في سن مبكرة.
من هنا أشير لوزيرة المرأة والطفولة عليها بالتحرك بمساعدة منظمات رعاية الطفولة الدولية والوطنية لحتي تمكن المجتمع التشادي من كسر حلقة العنف ضد الأطفال، والعنف القائم على النوع.
زواج القاصرات هو زواج بالإكراه حيث يغيب فيه الرضا ويحل محله الإكراه والعنف، ثم يتحدثون عن حقوق الأطفال أين هي حقوق الأطفال هي مسلوبة ومنتهكة ومعدومة ولا يوجد سبب واحد يبرر جريمة تزويج القاصرات لا الفقر ولا العادات والتقاليد، تباً لهذه العادات والتقاليد الجاهلة التي لا تحترم حقوق الأطفال وتحرمهم من أبسط حقوقهم.
زواج القاصرات ولد العديد من المآسي والكوارث وانتحار القاصرات، بسبب جهل الآباء والأمهات وبسبب غياب العقول الواعية والإنسانية وبسبب استفحال السمسرة بحياة الأبرياء أو حتى بحجة الستر عليهن وكأن الزواج هو الباب الوحيد لستر إلى متى ستبقى الفتاة وكأنها عار بحاجة للستر.
علاج هذه الظاهرة وذلك من خلال سن قوانين تحرم زواج الفتيات دون الثامنة عشرة، وزيادة الوعي في المجتمع التشادي، وتطبيق استراتيجيات فعالة من قبل الدولة التشادية، لإنهاء ظاهرة زواج القاصرات كلياً.
إذا أراد المجتمع التشادي حماية دينهم ودنياهم عليهم بحماية أطفالهم ومجتمعهم بعمل إصلاحات قانونية صارمة لا تهاون ولا رأفة فيها مستهدية بمواثيق حقوق الانسان والطفل.
أرائكم عبر البريد الالكتروني: mohammed60702736@gmail.com