رياح التغيير والسلام في تشاد

لا يمكن أن نوفي الدبلوماسية القطرية حقها، وعلى رأس هذا الهرم الكبير والدبلوماسية الحكيمة سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، الذي نكن له كل الحب والتقدير والاحترام، ولما لا وهو صاحب الفضل الأول والمنة، بعد الله عز وجل في السلام والتهدئة في تشاد، لتحقق هذه الدولة نجاحات إضافية، تضاف لنجاحاتها السياسية السابقة والتي كان آخرها السلام في أفغانستان.

نجحت قطر، الصغيرة في مساحتها وسكانها، العظيمة في مواقفها ونجاحاتها وعطاءاتها في جمع أهل تشاد، السياسيين والمعارضين والمنظمات والحركات التشادية وغيرها، في حوار وطني شامل، حقق أهدافه، وأثمر عن اتفاق الدوحة، الذي نأمل أن يستمر ويحقق النتائج المرجوة منه في استتباب الأمن والاستقرار لتشاد الحضارة والتاريخ.

فالنجاح الذي سجلته الدوحة، سيبقى قويا، مادام هناك رغبة حقيقية بين الساسة والمعارضة، في استمرار المصالحة وتنفيذ اتفاق الدوحة، خاصة وأن الدبلوماسية القطرية تعتبر وسيطا نزيها وله بصمات واضحة في كل الوساطات السابقة على مستوى المنطقة والعالم.
فكلنا يعلم أن قطر وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية حققت نجاحات سياسية ومصالحات في العديد من الملفات والقضايا والإقليمية والدولية، وبذلت جهوداً دبلوماسية لإحلال السلام والتوافق بين مختلف الأطراف والكيانات والدول ومنها المصالحة في بلادي.

نهج قطري معروف عنه الحكمة والسلاسة والتهدئة في حل الخلافات والدخول في الوساطات، ايمانا منها أن الجلوس على طاولة واحدة والتفاوض والمصارحة هي معيار النجاح للمصالحة وإيمانا منها بأن استقرار الأقاليم المجاورة يسهم في تحقيق الاستقرار في كل المنطقة.

اتفاق الدوحة لتحقيق السلام في أفغانستان، واتفاق الدوحة للسلام في دارفور، كما ساهمت في العديد من الاتفاقيات واطلاق الاسرى في بعض لدول، واليوم نحن نحقق الاستقرار والأمن في بلادنا، للدور البارز الذي قامت به دولة قطر في الهدنة بين كل الفصائل التشادية وتحقيق السلام عن طريق التفاوض بين الحكومة وأطياف المعارضة على مبدأ لا ضرر ولاضرار، بل الأمن والاستقرار لتشاد في المقام الأول ووقف استنزاف الثروات التشادية.!

ولقاء الدوحة ، كان هو الخطوة الأولى للمصالحة الوطنية الشاملة في تشاد، واليوم وغدا سنكون على أمل لتجاوز كل الخلافات السابقة، والبناء على اتفاق الدوحة، والحرص كل الحرص على المصالحة وتغليب المصلحة الوطنية العامة، داعيا جميع الأطراف التمسك بالسلام والاتفاق والانضمام لهذه الاتفاقية لتحقيق الاستقرار والأمن في بلادنا الغالي.

وندعوا كمواطنين في تشاد الحكومة والمعارضة التمسك بالتهدئة والحفاظ على السلام والعمل كفريق واحد على بناء تشاد المستقبل، والاستعداد للانتخابات القادمة، كما ندعوا بقية المجموعات التشادية الأخرى بركب السلام لتحقيق تطلعات الشعب التشادي في الرخاء والأمن والاستقرار، فالحروب لا تبنى أوطانا ولا تحقق استقرارا .

فعلينا كشعب تشادي أن نتطلع للوحدة الوطنية، فالتصالح الحقيقي هو التمسك بوحدتنا وترابنا الوطني تحت ظل حكومة منتخبة، فالاستقرار السياسي وبناء دولة القانون والتنمية في تشاد يتطلب التوافق بين كل أطياف المجتمع والأحزاب والتكتلات على المستقبل.
لقد حققت لنا دولة قطر المصالحة الوطنية، علينا تلبية طموحات الشعب التشادي في قادم الايام.

فهل يكون اتفاق الدوحة صفحة جديدة في تاريخ تشاد، وبداية حقيقة وواقعية للسلام، ومرحلة جديدة في التاريخ السياسي لدولتنا ، ووقف الأعمال العدائية بصورة تامة ونهائية، لتعود تشاد كما كانت سابقا جوهرة افريقيا البيضاء، ونموذج وطني لدول الجوار والمنطقة.

فهل يكون تكريم تحالف منظمات المجتمع المدني والمنظمات التشادية ADACOT، للرئيس الإنتقالي، الفريق أول محمد إدريس ديبي إتنو، بداية لطي صفحة الخلافات ، وإنجاح الحوار الوطني الشامل والسيادي.
وتمهيد أساسي وقوي لاتفاق بان اتفاق الدوحة للسلام في طريقه لتحقيق المصالحة الشاملة ، وتعيش العاصمة انجمينا وكل المدن التشادية في أمن واستقرار بعد اليوم، ونفكر في الغد ومستقبل بلادنا .. هذا ما نأمله من المصالحة الوطنية الشاملة، لتكون رياح التغيير والاصلاح والسلام تكونت في دوحة السلام والخير وزرعت في انجمينا..!
عاشت تشاد حرة مستقلة آمنة مستقرة وعاش شعبها الأبي..وعاش حاميها رئيس الدولة …

أم زينة عبدالله الشين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *