حضر السيد رئيس المرحلة الانتقالية رئيس الجمهورية الفريق اول محمد إدريس دبي اتنو حفل مرور ستين عاما على تأسيس المدرسة الوطنية للإدارة التي ولدت في عام ١٩٦٣م وهي روح الدولة الحديثة قاعدة وقيادة اذا اعد الإنسان اعدادا اكاديميا وفنيا وتقنيا و مهارة ومرفقا بالتربية الدينية التي تزود الإنسان بمخافة الله والاستقامة والتربية الوطنية التي تزرع في الإنسان حب الوطن والمواطن والتضحية الأعلى من أجله والدفاع عنه بالغالي والنفيس والحفاظ على ممتلكاته و تراثه الأصيل وثقافته ولغته وهويته الدينية والوطنية والمدنية والاجتهاد في بنائه على الدوام ويقدم المصلحة العامة للوطن وللمواطن وللامة على مصلحته الخاصة وأداء الواجب تجاه الوطن قبل المطالبة بحقوقه الشخصية و التربية المدنية التي تزرع في الإنسان روح المدنية والتمدن والتفكير الصحيح و الرؤية الصحيحة والسلوك الصحيح والتصرف الصحيح والتعامل القويم مع الجميع واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الناس أمام القانون بغض النظر عن الدين والعرق والموطن و الثقافة واللغة والتخلص من القبلية والعشائرية والاقليمية والطائفية وتقديم الانتماء إلى الوطن على الانتماء إلى القبيلة او العشيرة او الفخذية وخشم البيتية والاقليمية والجهوية والطائفية الدينية والمذهبية والطرقية والمسلكية. وان انتجت المدرسة الوطنية للإدارة ذلك الإنسان المعد اكاديميا وتقنيا و المربى بتربية متينة و راسخة حسب انواع التربية التي تم الإشارة إليها سيحقق ان شاء الله للدولة الإدارة المنضبطة التي من دونها لا يمكن ان تكون هناك دولة متقدمة مزدهرة وقادرة على استغلال ثرواتها وامكانتها افضل الاستغلال وتوفير عيشة كريمة لابنائها وتوفير الأمن والاستقرار السياسي الناضج ذي المباديء والتقاليد والازدهار الاقتصادي والتعايش السلمي والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس وتوفير التنمية الصناعية وتنوعها والقضاء على الفساد الإداري والمالي والرشاوي والمحسوبيات والقبلية والعشائرية والاقليمية والجهوية والطائفية في الإدارات العامة والخاصة ونشر مفهوم المواطنة والمساواة بين المواطنين كافة في الحقوق والواجبات والانتماء الوطني وضمان الأداء الجيد للأجهزة الحكومية والتنسيق والمتابعة الدقيقة للعلاقة بين العام والخاص وتلك هي الصورة المثالية لاداء المدرسة الوطنية للإدارة وذلك رجاء الحكومات التشادية والأمة التشادية الصابرة على ويلات سوء الإدارة منذ انزلاق اول رئيس لجمهورية تشاد بدولة الأمة إلى دولة القبيلة او العشيرة في نفس العام الذي ولدت فيه المدرسة الوطنية للإدارة ١٩٦٣م والملاحظة او السؤال الذي يطرح نفسه هل المدرسة الوطنية للإدارة انتجت هذا النوع من الإنتاج للدولة التشادية من القيادات الادارية الوطنية الصادقة من الادارات العليا إلى إدارات البنية التحتية مرورا بالأجهزة التنفيذية من رئاسة الوزراء إلى الوزارات السيادية مثل وزارة إدارة الأراضي واللا مركزية والحكم الرشيد(وزارة الداخلية سابقا) و ما تحت إدارتها من حكام الولايات والمحافظين والقائمقائمين واذا كانت الاجابة بنعم كيف تكون تشاد في صدارة الدول التي تعاني من سوء الإدارة وانتشار الفساد الإداري والمالي والرشاوي والمحسوبيات والقبلية والعشائرية والاقليمية والجهوية والطائفية في إدارات الدولة والقطاع الخاص وخريجي هذه المدرسة يتخرجون إلى الخدمة او الوظيفة بعكس المؤسسات التعليمية العليا الأخرى التي تخرج المتخرجين إلى الشارع والبطالة وأبناء هذه المدرسة منذ تاسيسها إلى اليوم هم الكادر العالي في قمة الدولة وفي البنية التحتية لادارات الدولة ولهم الأولية في التوظيف والمناصب السيادية في داخل تشاد وخارجها في السلك الدبلوماسي وأحوال البلاد الإدارية اليوم تسمح لنا القول بأن هذه المدرسة لم تنتج لتشاد كادرا يؤهلها اداريا ونظاميا ونشر ثقافة الضبط السلوكي والاخلاقي والإداري والمالي واحترام القوانين والأنظمة للدولة وقيادات البلاد من السياسيين والدينيين والاجتماعيين والاقتصاديين والتعليميين التربويين والسلطات التقليدية وتفضيل مصلحة الوطن على المصلحة الخاصة ولقد ذهب عدد كبير منهم إلى السجون ايام حملات مشير تشاد إدريس دبي اتنو رحمه الله ضد الفساد الإداري والمالي والرشاوي والفاسدين من قتلة المشاريع التنموية الطموحة للدولة حيث قال لهم مشير تشاد إدريس دبي اتنو رحمه الله ( الدارسون بالعربية اكثر وطنية منكم ) فهم رأس رمح منع تطبيق الثنائية اللغوية في الإدارات العامة وهذه المدرسة حاملة لواء ذلك الأمر بالرغم من ان تطبيق الثنائية يسهل لنا الإتصال باربعمائة وتسع وثلاثين مليون عربي في العالم خلفهم مليار وتسعمائة مليون مسلم في العالم والفرنسية تسهل لنا الإتصال مع مائتين وثلاثة وثمانين ناطق بالفرنسية في العالم وذلك يشكل ثراء ثقافيا واقتصاديا للأمة التشادية وتطوير علاقاتها مع الأمم والشعوب الناطقة بهاتين لغتين ولعل هذه المدرسة نجحت في ترسيخ وتقوية الفرنكوفونية في تشاد والاستفادة الشخصية لهذا الكادر الذي استاثر بادارت الدولة والتصرف في ثرواتها الضخمة المتنوعة كملكية خاصة و العمل على اقصاء الكوادر الأخرى للبلاد عبر شبكة فساد محكمة على مستوى كافة المناطق في تشاد والذين لهم شيء من الوطنية وخدمة المواطن منهم سلط عليهم منذ عام ١٩٩٠ إلى اليوم الكادر المزيف المتسلل المتسلق الفاسد المختلس الانتهازي الذي تمكن من التسلل إلى خريجي المدرسة الوطنية للإدارة وحصلوا على شهادات مزيفة وهؤلاء المزيفين خلقوا لهم جوا غير مريح لإيجادتهم للتملق والتسلق والانتهازية ومجمل القول في ان هناك هوة كبيرة بين شهرة وصيت هذه المدرسة وأداء خريجيها في خدمة الدولة ونهضتها الإدارية ويعرف ادم سميث الدولة بانها( ادارة منضبطة وقوانين وانظمة مطبقة وثقافة الاتزام بالقواعد الادارية والسلوكية منتشرة في المجتمع) و لعل الحلقة المفقودة التي تسببت في حدوث هذا الخلل والقصور هو ان منهج المدرسة التعليمي والتقني لم تعر اهتماما بالتربية الدينية التي تزود الإنسان بمخافة الله والاستقامة ولو كان في منهج المدرسة هذه التربية لكان الاداء الخريج في خدمة الوطن والمواطن احسن حالا لان المسلم او المسيحي المربى بالتربية الدينية يخاف الله من الاقدام على الغش والكذب والتحايل والقتل والوقوع في الفساد الإداري والمالي والرشاوي ويكون مستقيم سلوكيا والتربية الوطنية التي تزرع في الإنسان حب الوطن والمواطن والأمة والتضحية الأعلى من أجله والدفاع عنه بالغالي والنفيس والحفاظ على ممتلكاته و تراثه الأصيل وثقافته ولغته وهويته الدينية والوطنية والمدنية والتربية المدنية التي تزرع في الإنسان روح المدنية والتمدن والتفكير الصحيح و الرؤية الصحيحة والسلوك الصحيح والتصرف الصحيح والتعامل القويم مع الجميع و فهم المواطنة وحقوق الانسان والمساواة بين الناس أمام القانون بغض النظر عن الدين والعرق والموطن و الثقافة واللغة والتخلص من القبلية والعشائرية والاقليمية والطائفية والنزاعات البغيضة المذهبة لريح الأمة التشادية ومن يفتقد هذه الأنواع من التربية يندفع إلى تفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة ويتحول الى وحش مفترس للجمهورية وبطنه لا يمتليء ابدا وهذا الأمر الواقع المرير وفي الختام اقترح على الحكومة التشادية التالي:
١ اعتماد مادة التربية الدينية والوطنية والمدنية في منهج التعليمي للمدرسة.
٢ دعم مشروع المركز الثقافي للبحوث والدراسات الأفريقية والعربية بتشاد الذي هو بعنوان: ملزمة التربية الدينية والوطنية والمدنية واعداد المواطن الصالح
Manuel d’éducation religieuse,nationale,civic et formation de bon citoyen.
وقلت التربية الدينية لان الإنسان التشادي هو متدين بطبعه ان كان مسلما او مسيحيا او من اتباع غينيرو ومارغاي ويوندو وقوني اوالسمك والإله والدين له تاثير عظيم في تغيير الانسان من الداخل
ان إدخال هذه المادة في منهج المدرسة لاتضر بمسالة علمانية الدولة.
٣ تفكيك شبكة الفساد للكادر المزيف المتسلل المتسلق الفاسد المختلس الانتهازي الذي اجهض أغلب الخطط التنموية الطموحة للدولة.
٤ إقامة مؤتمر علمي إداري لمراجعة الأحوال العامة لخريجي المدرسة الوطنية للإدارة ودورهم في الإدارات العامة والخاصة ومرفق بورش إدارية وتربوية أخلاقية واعتذر لمن جرحته مما ورد في المقال ولا يخطي إلا جل جلاله
الدكتور حقار محمد احمد رئيس المركز الثقافي للبحوث والدراسات الأفريقية والعربية بتشاد.