أوراق الخريف
“نواف الاحمد” .. الرجل البار بوطنه الزاهد في حياته:


سلطنة عمان ودولة الكويت ، قلبان في جسم واحد ، نتشارك الأفراح والأحزان، ويوحدنا المصاب برحيل المغفور له صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل الى جوار ربه يوم السبت الماضي بعد مسيرة اتسمت بالوفاء والحكمة وحفلت بالهدوء والعطاء داخليا والاتزان في السياسة مع الخارج.
رحل الرجل البار بوطنه وشعبه ، وصاحب الأخلاق الرفيعة المؤمن الزاهد الكريم بأعماله الكبيرة في المناصب التي تولاها ، والتي ستبقى حاضرة لأجيال وأجيال قادمة.
كان رحمه الله ، من الشخصيات الكويتية التي لها دور فاعل في نهضة الكويت، رغم حكمه لفترة قصيرة ، ولكن كان الاثر الكبير من خلال مناصبه التي تقلدها ونجح في قيادة دفتها، إلى أن أصبح أميرا لنحو ثلاث سنوات.
رحل أمير التواضع والتسامح ، صاحب القلب الطيب ، عرفه أهل الكويت ، بالصفات الحميدة ، وصاحب الأيادي الكريمة الوفية ، رجل زرع المحبة مع الصغير والكبير.
لذا سيكتب التاريخ عن سيرته العطرة بحروف من نور لنزاهته، ومخافة الله ، التي كانت تتجلى في ملازمته للمسجد وقراءة القرآن والحرص على اداء الصلوات والفروض في مسجده “بلال بن رباح” الذي يحرص دوما على الاهتمام به وزيارته والقيام فيه ، لتكون جنازته من هذا المسجد الذي تعلق فيه الى يوم وفاته.!.
ترجل فارس التسامح والعفو والصبر والحكمة والزاهد في دنياه ، والذي أسهم في الوساطة الخليجية التي انتهت بلم الشمل الخليجي في عهده ، وايضا دعمه للقضية الفلسطينية ، كما له الكثير من الاصلاحات الداخلية في الكويت الشقيقة.
نعم، الكويت حزينة على رحيل أميرها ، وكم هي ذكرى عطره ان تكون اخر مراسيمه الاميرية العفو عن شعبه ، من خلال طيء ملف المصالحة الوطنية والعفو عن عشرات المعارضين السياسيين التي طالت العشرات من المعارضين والنشطاء في سبيل تحقيق مصالحة وطنية شاملة في الكويت تضمنت عودة العديد من المعارضين الذين كانوا خارج الكويت لسنوات.
واليوم ونحن إذ نودّعه صاحب القلب الطيب ، نضرع إلى المولى عز وجل أن يتقبّله قبولا حسنا ، ويتغمّده بواسع رحمته وغفرانه، كما أننا نتقدم من سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح ، وأسرة الصباح الكرام، وعموم أبناء الشعب الكويتي بتعازينا القلبية، داعين المولى عز وجل ان يسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والشهداء والصالحين. عظم الله أجركم يا أهل الكويت في فقيدنا جميعا ، ونسأل الله تعالى أن يديم على الكويت نعمة الأمن والأمان.
ونسأل الله التوفيق والسداد إلى خلفه لما فيه مصلحة الكويت وشعبها الكريم الوفي وان يسدد الله خطاه ويوفقه في مهامه الجليلة ويكون خير خلفٍ لخير سلف.ونأمل لولي العهد الجديد بعد اختياره وتنصيبه في قادم الايام ، ان يكون عضيدا وأمينا للامير وللكويت وشعبها .. والله من وراء القصد.

د. احمد بن سالم باتميرا
batamira@hotmail.com
كاتب وصحفي عماني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *