الهند والعرب والاسلام.

الدكتور حقار محمد أحمد.. رئيس المركز الثقافي للبحوث والدراسات الأفريقية والعربية بتشاد

العلاقات التجارية والثقافية والدينية الهندية العربية قديمة قدم فجر التاريخ لقد عرف تجار العرب مواني ومدن وأسواق هندية قبل ٥ آلاف عام قبل الميلاد حاملين إليها القطن والغزل والنسيج والاسلحة البيضاء و من اشهرها السيف السريجي اليماني الدقيق الذي تشبه به العرب بالانف الجميل المستقيم ويعودون إلى مهد العرق العربي في جنوب جزيرة العرب بتوابل والبخور والعطور والحلي من الهند ولم تشهد العلاقة بين الفريقين الوثنيين اية أزمة طوال قرون و في القرن السابع الميلادي (٩٤ من الهجرة و٧١١ من الميلاد) دخل الاسلام في الهند من خلال حملة عماد الدين محمد بن القاسم الثقفي بداية من السند وملتان ثم الدول الإسلامية الاعجمية التي قامت في حدودها الشمالية والجنوبية الغربية وهي دولة الغوريين والمماليك والتيموريين او المغوليين التي دامت من عام ٥٦٦ – ١٨٥٧م وفي العهد الإسلامي شهدت الهند ازدهارا حضاريا وثقافيا وعمرانيا واقتصاديا وتطويرا في العلاقات مع العالم الخارجي لم يسبق لها في تاريخها القديم كما قال الشاعر:
)لا تسأل أين ابتكار المسلمين — فسل الحمراء واشهد حسن والتاج)
وطوال تلك الفترة لم يهدم للهندوس تمثالا كما هم يهدمون المساجد اليوم ولم يقتل لهم كاهن كما هم يقتلون علماء الاسلام ويزج بهم في السجون دون أي جرم في الهند اليوم ولم يعتد على دينهم الهندوسي الفلسفي غير الموحى به كما هم يعتدون على الاسلام دين التوحيد الموحى إلى خاتم الانبياء والرسل محمد المسلم عليه الصلاة والسلام ولم يس إلى رسولهم الوثني ماهافيرا(Mahavira)كما هم يسيؤون الان إلى خاتم الانبياء والرسل ونبي الرحمة للعالمين محمد المسلم عليه الصلاة ولم يهن لهم فيدا او بورانا او رامايانا او مهاباراتا كما هم يحاولون تدنيس القرآن الكريم من خلال تمزيقه وحرقه ورميه في القاذورات ناسين فضل الاسلام الذي حمل إليهم حضارة راقية وتهذيب أخلاقي سامي وارقى واعدل الشرائعة والأنظمة واللوائح والمراسيم التي هي ربانية المصدر وانسانية الآفاق والغايات وثقافة احترام وتكريم الإنسان بغض النظر عن دينه ولونه وعرقه ووطنه و لغته( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) واهدت اللغة العربية ام اللغات حروفها الهجائية إلى إلى ٢٠ لهجة هندية التي حولتها إلى لغة مكتوبة و منها الكشميرية الهندية التي يتكلم بها ٥٠ مليون من البشر والاردية التي هي اللغة الرسمية لجمهورية باكستان التي يتحدث بها ١٧٠ مليون من الأمة الباكستانية وبعض الولايات في الهند مثل جامو وكشمير ودلهي و اوتاربراديش و بيهار وجارخاند وترك الاسلام في الهند معالم حضارية عالمية تثير إعجاب العدو قبل الصديق مثل تاج محل وقطب منار و٢٥ جامعة راقية اسهمت في تطوير الهند علميا وتقنيا وفي كافة فنون المعرفة حتى أصبحت الهند تشار إليها بالبنان والعالم العربي قدم للهند جالية مثمرة في المجالات العلمية والتجارية والاقتصادية والاجتماعية والتعلمية والثقافية والإنسانية وبرز منها أفراد كالانجم من امثال:
١ ابو تراب الظاهري و مرتضى الزبيدي وارينا حسين من أصل عراقي
٢ آمنة شريف وعلي بوديش من أصل بحريني
٣ سعيد محمد الشامسي من أصل اماراتي
٤ ابراهيم حمد القاضي من أصل كويتي.
٥ ابو الفضل بن مبارك تشاوش و سيد أحمد العيدروس وموكيش امباني و نور الدين الرانيري وسيد احمد خان جمل الليل من أصل يماني.
٦ الاستاذة نورة فتحي من أصل مغربي.

ومن الممكن للهند ان تستثمر تلك العلاقات التاريخية والاقتصادية والدينية والثقافية واللغوية مع العالم العربي والإسلامي افضل استثمار للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني والثقافي والأمني واستقرار منطقة شبه القارة الهندية سياسيا و إيجاد حل سلمي للقضايا الشائكة العالقة مثل القضية الكشميرية وكذلك استثمار وجود ١٧٢ مليون مسلم هندي ولكن بالرغم من كل هذه العلاقات التاريخية والاقتصادية والدينية والثقافية واللغوية دابت الهند في السنوات الأخيرة على مفاجأة العالم العربي و الإسلامي بحملات كراهية الاسلام والمسلمين المفاجعة للأمة الإسلامية التي وصلت إلى درجة القتل المجاني للمسلم الهندي وتدنيس مقدساته وهدم دور عبادته من قبل مجموعات واحزاب متطرفة منها حزب بهراتيا جناتا الحاكم ومرت كل تلك الجرائم مرور الكرام والحكومة لا تمنع هولاء السفهاء من ارتكاب ابشع انواع الجرائم ضد الأبرياء والمجتمع الهندي الهندوسي باغلبيته اما مشارك في الجريمة او مشجع للمتطرفين والدفاع عنهم سرا وعلانية مخالفا حتى لمبدأ (كارما)في الديانة الهندوسية الداعي إلى الحوار بين الاديان والثقافات والحضارات والامم والشعوب والتعايش السلمي وقبول الاخر وحرمة الاعتداء على الانبياء والرسل و رجال الدين وعظماء الامم والشعوب والابطال.
واخر هذه
المفاجآت اساءة نوبور شارما مسؤولة وحدة الحزب الحاكم والاعلامية نافين كومار جيندال إلى رسول الرحمة للعالمين محمد المسلم عليه الصلاة والسلام والانكى عندما ظهرت تنديدات على تلك الاساءة من قبل بعض الدول العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي ردت الحكومة الهندية على تلك التنديدات قائلة على لسان الناطق الرسمى باسم خارجيها اريندام باغشي( ان بيان منظمة التعاون الإسلامي الذي يدين الاساءة للنبي الهند لا مبرر له ويعاني من ضيق الأفق) ويا للاحتقار للأمة الإسلامية من قبل الهند وصلفها المبالغ فيه !!!!!.
وبما ان الدولة الهندية والمجتمع الهندي الهندوسي انزلق إلى التطرف في كراهية الاسلام والمسلمين ولم تبق أدنى تقدير واحترام للأمة العربية والإسلامية ونسيت فضل الاسلام والمسلمين والعرب عليهم فيجب على العرب الذين خلفهم مليار وثمانمائة مليون مسلم ان يجمدوا علاقاتهم الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية على مستوى الوطن العربي و الإسلامي مع الهند والقيام بحملة حماية مسلمي الهند من المجازر من قبل الدول العربية و الإسلاميةعامة والخليجية خاصة وهي عندها ما تجبر الهند على العودة إلى جادة الصواب ومنه العلاقات التجارية حيث أن الهند تشغل المرتبة الثالثة من المستوردين من دول الخليج بحصة قدرها ١١،١٢% والمرتبة الثالثة على رأس قائمة الدول المصدرة إلى دول الخليج بحصة قدرها ٦،٨% وحجم التبادل التجاري بين الهند و العالم الإسلامي كبير جدا ومؤثر اذا استغل و استخدم وهو كما يلي:
١ المملكة العربية السعودية متوسط التبادل التجاري ٣٦ مليار دولار في السنة.
٢ الإمارات العربية المتحدة متوسط التبادل التجاري ٦٠ مليار دولار في السنة.
٣ قطر متوسط التبادل التجاري ١٠،٥ مليار دولار في السنة ويعمل فيها ٧٠٠ الف هندي و٦٠٠ شركة هندية.
٤ الكويت متوسط التبادل التجاري ١١ مليار دولار في السنة وبها ١،٤٥ عامل هندي و١٠٠ شركة هندية.
٥ سلطنة عمان متوسط التبادل التجاري ٥،٣ مليار دولار في السنة وبها ٤٧٦٦ شركة هندية.
٦ مملكة البحرين متوسط التبادل التجاري مليار دولار في السنة.
٧ إندونيسيا متوسط التبادل التجاري ٥٠ مليار دولار في السنة.
٨ نيجيريا متوسط التبادل التجاري ١،٣٩ مليار دولار في السنة.
٩ تركيا متوسط التبادل التجاري ٨،٥ مليار دولار في السنة.
١٠ السودان: متوسط التبادل التجاري ١،٥ مليار دولار في السنة.
١١ السنغال: متوسط التبادل التجاري ٢٠٠ مليون دولار في السنة.
١٢ الجزائر: متوسط التبادل التجاري ١،٣٩ مليار دولار في السنة
١٣ المملكة المغربية:متوسط التبادل التجاري ٥٣٨،٨٨ مليون دولار في السنة.
١٤ ليبيا: متوسط التبادل التجاري ٨،٦ مليون دولار في السنة.
١٥ جمهورية مصر العربية: متوسط التبادل التجاري ٤،٥٣ مليار دولار في السنة.

١٦ العراق متوسط التبادل التجاري ١٥ مليار دولار في السنة.
١٧ باكستان : متوسط التبادل التجاري ١،٧ مليار دولار في السنة

١٨ المملكة الاردنية الهاشمية متوسط التبادل التجاري ٥ مليار دولار في السنة.
١٩ بنغلاديش: متوسط التبادل التجاري ٩ مليار دولار في السنة.

ومتوسط التبادل التجاري الهندي الخليجي بلغ ١١٥ مليار دولار في السنة ويعمل في دول الخليج ١٠ مليون هندي وبلغت متوسط تحويلاتهم ٦ مليار دولار في السنة والهند تستورد ٤٥% من حاجياتها من النفط من دول الخليج العربي حسب معهد الأمن والدفاع الهندي في تقريره لعام ٢٠٢٢م وفي نهاية هذا المقال اقول كمواطن من مواطني الوطن الإسلامي على قادتنا في العالم العربي- الإسلامي أن يوحدوا الكلمة والصف ليصلوا إلى مستوى التفكير الجماعي والرؤية الجماعية تجاه كل القضايا المصيرية للأمة والنوازل والمستجدات والتخطيط الجماعي وتوزيع الأدوار بالاتفاق حول هذه المسألة وغيرها ومخاطبة الهند باللغة التي تفهمها ونحن في عالم الهه الوثني المادة ورسوله الوثني الشهوة بأنواعها.

وفداك يا رسول الله صلى الله عليك وعلى الك وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *